سحا سحساحا ، بسا بساسا ، مسبلا عاما ، ودقا مطفاحا (١) يدفع الودق بالودق دفاعا ويطلع القطر منه غير خلب البرق ، ولا مكذب الرعد ، تنعش به الضعيف من عبادك ، وتحيي به الميت من بلادك ، منا علينا منك آمين [ يا ] رب العالمين.
فما تم كلامه حتى صب الله الماء صبا ، وسئل سلمان الفارسي رضياللهعنه فقيل له : يا أبا عبد الله هذا شئ علماه؟ فقال : ويحكم ألم تسمعوا قول رسول الله صلىاللهعليهوآله حيث يقول : أجريت الحكمة على لسان أهل بيتي.
١٥٠٥ ـ وروي عن ابن عباس « أن عمر بن الخطاب خرج يستسقي فقال : للعباس قم فادع ربك واستسق وقال : « اللهم إنا نتوسل إليك بعم نبيك » فقال العباس فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : « اللهم إن عندك سحابا وإن عندك مطرا فانشر السحاب وأنزل فيه الماء ثم أنزله علينا ، واشدد به الأصل ، واطلع به الفرع (٢) ، واحي به الزرع (٣) ، اللهم إنا شفعاء إليك عمن لا منطق له من بهائمنا وأنعامنا شفعنا في أنفسنا وأهالينا ، اللهم إنا لا ندعو إلا إياك ، ولا نرغب إلا إليك ، اللهم اسقنا سقيا وادعا (٤) نافعا طبقا مجلجلا ، اللهم إنا نشكو إليك جوع كل جائع ،
__________________
الطعام وأمر أنى إذا لم يثقل على المعدة وانحدر عنها طيبا. وتقدم معنى العباب والغدق والمجلجل.
(١) قوله « سحا سحساحا » في الضحاح سح الماء سحا أي سال من فوق وكذلك المطر والدمع ، وقال : تسحسح الماء أس سال ، ومطر سحساح أي يسح شديدا. والبس : السوق اللين. وبست الإبل أبسها ـ بالضم ـ بسا وبست المال في البلاد فانبس إذا أرسلته فتفرق فيها مثل بثثته فانبث. أي يكون ذا سوق لين يبس المطر في البلاد. وأسبل المطر والدمع إذا هطل ، وقال أبو زيد : أسبلت السماء والاسم السبل وهو المطر بين السحاب والأرض حين يخرج من السحاب ولم يصل إلى الأرض. وتقدم معنى الودق. وطفح الاناء ـ كمنع طفحا وطفوحا امتلاء وارتفع ، والمطفاح : الممتلئ.
(٢) أي اجعل فروعه وأغصانه ذا ثمرة.
(٣) في بعض النسخ « واحى به الضرع ».
(٤) أي واسعا ، وفى بعض النسخ « وارعا » أي ساكنا مستقرا.