الرجل ينظر إلى الرجل قد ابتلت قدمه من عرقه » (١).
١٥٠٩ ـ وسأل عبد الرحمن بن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام « عن الريح والظلمة تكون في السماء والكسوف؟ فقال الصادق عليهالسلام : صلاتهما سواء » (٢).
١٥١٠ ـ وفي العلل التي ذكرها الفضل بن شاذان رحمهالله عن الرضا عليهالسلام قال : « وإنما جعلت للكسوف صلاة لأنه من آيات الله تبارك وتعالى ، لا يدري الرحمة ظهرت أم لعذاب ، فأحب النبي صلىاللهعليهوآله أن تفزع أمته إلى خالقها وراحمها عند ذلك ليصرف عنهم شرها ويقيهم مكروهها ، كما صرف عن قوم يونس عليهالسلام حين تضرعوا إلى الله عزوجل ، وإنما جعلت عشر ركعات لان أصل الصلاة التي نزل فرضها
__________________
(١) يدل على استحاب التطويل إذا ظن طولها.
(٢) هذا الحديث صحيح وفيه دلالة على مساواة الكسوف للمذكورين معه وظاهر الحال الوجوب في الجميع كما هو قول جماعة من الأصحاب ، ونقل عن أبي الصلاح أنه لم يتعرض لغير الكسوفين ، ونقل المحقق في الشرايع أن هذه الصلاة مستحبة لأخاويف غير الكسوفين ولم أقف على ذلك ، نعم هذا الخبر كما ترى خاص بالريح والظلمة ، والمنقول عن بعض أصحابنا اختصاص الوجوب مع الكسوف بالريح المخوفة والظلمة الشديدة والتقييد غير مستفاد من هذه الرواية ( الشيخ محمد ) وقال الأستاذ في هامش الوافي : لا ريب أن صلاة الآيات للخوف وأن الظلمة غير الشديدة والارياح المعتادة لا توجب الصلاة ومناط وجوب الصلاة ليس الخوف الشخصي ولا خوف أكثر أهل البلد بل كون الآية من شأنها أن يخاف منها الناس لدلالتها على تغيير فينظم العالم وأنه في معرض الفناء والزوال وهلاك أهله ، والزلزلة هكذا وان انتفقت في بلد كانت الأبنية بحيث لا يستلزم خطرا غالبا ولا يخاف منه الناس ومع هذا يجب الصلاة لأنها في معرض الخطر وكذا الكسوف والخسوف لا يستلزمان خوف أكثر الناس في غالب البلاد لكنهما من شأنهما أن يخاف منهما ومن نوعهما إذ يتذكر كون الشمس والقمر في معرض التغيير والزوال ولذلك قال جماعة : انهما يوجبان الصلاة وان لم يوجبا خوفا لغالب الناس ، ثم إن الظاهر ما من شأنه أن يهلك به خلق كثير لا مثل الصاعقة والحجر السماوي وكذلك المراد ما يغير بعض أجزاء الكون ويذكر به خلل نظم العالم لا مثل الطاعون والوباء والقحط وكثرة السباع في ناحية وبلد وكذلك السيل المجحف وطغيان الماء والرياح العاصفة غير السواء والحمراء والسموم والبرق الخاطف ونزول البرد وان عظم وأمثال ذلك مع احتمال الوجوب في بعضها.