فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لما زلت الخطيئة من آدم عليهالسلام وأخرج من الجنة وعوتب ووبخ ، قال : يا رب ، إن تبت وأصلحت ، أتردني إلى الجنة؟ قال : بلى. قال آدم : فكيف أصنع ـ يا رب ـ حتى أكون تائبا وتقبل توبتي؟
فقال الله عز وجل : تسبحني بما أنا أهله ، وتعترف بخطيئتك كما أنت أهله ، وتتوسل إلي بالفاضلين الذين علمتك أسماءهم ، وفضلتك بهم على ملائكتي ، وهم محمد وآله الطيبون ، وأصحابه الخيرون.
فوفقه الله تعالى ، فقال : يا رب ، لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ، عملت سوءا وظلمت نفسي ، فارحمني وأنت أرحم الراحمين ، بحق محمد وآله الطيبين وخيار أصحابه المنتجبين ، سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت ، عملت سوءا وظلمت نفسي ، فتب علي إنك أنت التواب الرحيم ، بحق محمد وآله الطيبين وخيار أصحابه المنتجبين.
فقال الله تعالى : لقد قبلت توبتك ، وآية ذلك أن (٤) أنقي بشرتك فقد تغيرت ـ وكان ذلك لثلاثة عشر من شهر رمضان ـ فصم هذه الثلاثة أيام التي تستقبلك ، فهي أيام البيض ، ينقي الله في كل يوم بعض بشرتك ؛ فصامها فنقى في كل يوم منها ثلث بشرته. فعند ذلك قال آدم : يا رب ، ما أعظم شأن محمد وآله وخيار أصحابه؟! فأوحى الله إليه : يا آدم ، إنك لو عرفت كنه جلال محمد عندي وآله وخيار أصحابه ، لأحببته حبا يكون أفضل أعمالك ؛ قال : يا رب ، عرفني لأعرف.
قال الله تعالى : يا آدم ، إن محمدا لو وزن به جميع الخلق من النبيين والمرسلين والملائكة المقربين وسائر عبادي الصالحين من أول الدهر إلى آخره ومن الثرى إلى العرش لرجح به ، وإن رجلا من خيار آل محمد لو وزن به جميع آل النبيين لرجح بهم ، وإن رجلا من خيار أصحاب محمد لو وزن به جميع أصحاب المرسلين لرجح بهم.
يا آدم ، لو أحب رجل من الكفار أو جميعهم رجلا من آل محمد وأصحابه الخيرين لكافأه الله عن ذلك بأن يختم له بالتوبة والإيمان ، ثم يدخله الله الجنة ، إن الله ليفيض على كل واحد من محبي محمد وآل محمد وأصحابه من الرحمة ما لو قسمت على عدد كعدد كل ما خلق الله تعالى من أول الدهر إلى آخره ـ وإن كانوا كفارا ـ لكفاهم ، ولأداهم إلى عاقبة محمودة : الإيمان بالله حتى يستحقوا به الجنة ، وإن رجلا ممن يبغض آل محمد وأصحابه الخيرين أو واحدا منهم لعذبه الله عذابا لو قسم على مثل عدد ما خلق الله لأهلكهم أجمعين».
قوله تعالى :
وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ
يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ
__________________
(٤) في المصدر : أني.