.................................................................................................
______________________________________________________
من قرية السوء إلى القرية الصالحة فأعبد الله فيها ، فخرج تائبا فأدركه الموت في الطريق ، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، فبعث الله إليهم ملكا فقال : قيسوا ما بين القريتين فإلى أيهما كان أقرب ، فاجعلوه من أهلها ، فوجدوه أقرب الى القرية الصالحة بشبر ، فجعلوه ، من أهلها (١).
ولأن التوبة تسقط عذاب الكفر ، فالقتل اولى.
والآية مخصوصة بمن لم يتب ، أو ان هذا جزاء القاتل ، فان شاء الله تعالى استوفاه ، وان شاء غفر له ، والنسخ وان لم يدخل الآية ، لكن دخلها التخصيص والتأويل.
روى الصدوق في الصحيح عن الصادق عليه السّلام قال : سئل عن المؤمن يقتل المؤمن متعمدا ، إله توبة؟ فقال : ان كان قتله لإيمانه ، فلا توبة له ، وان كان قتله لغضب ، أو لسبب شيء من أمر الدنيا ، فان توبته ان يقاد منه ، وان لم يكن علم به أحد انطلق إلى أولياء المقتول فأقرّ عندهم بقتل صاحبهم ، فان عفوا عنه فلم يقتلوه أعطاهم الدية ، وأعتق نسمة ، وصام شهرين متتابعين ، واطعم ستين مسكينا توبة الى الله عزّ وجلّ (٢).
وقد دلّ هذا الحديث على مسائل.
(أ) ان قاتل المؤمن لإيمانه لا توبة له ، لأنه انما يكون ذلك منه على تقدير تكذيبه له فيما اعتقده ، وذلك ارتداد ، ولا تقبل توبة المرتد عن فطرة.
__________________
(١) عوالي اللئالي : ج ٣ ص ٥٧٨ الحديث ١١ ولاحظ ما علق عليه ، وفي صحيح مسلم : ج ٤ ص ٢١١٨ كتاب التوبة (٨) باب قبول توبة القاتل وان كثر قتله (٤٦) الحديث ٢٧٦٦ وهو قريب بما في المتن أيضا.
(٢) من لا يحضره الفقيه : ج ٤ (١٩) باب تحريم الدماء والأموال بغير حقها. والتوبة من القتل ص ٦٩ الحديث ١٤.