(ومنها) ما دل على لزوم الورع والاتقاء ولزوم المجاهدة فى الله كقوله سبحانه (اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) بتقريب دلالتها على لزوم الاتقاء عما يحتمل الحرمة والمجاهدة بعدم ارتكابه لكونه حق التقوى وحق الجهاد الذى امر به فى الآية.
(ومنها) ما دل على حرمة القاء النفس فى التهلكة كقوله عزّ من قائل ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة بتقريب ان فى ارتكاب المشتبه القاء النفس فى التهلكة فيجب التوقف والاحتياط.
(ومنها) ما دل على المنع عن متابعة ما لا يعلم الظاهر فى وجوب التوقف وعدم المضى كقوله سبحانه (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ).
(ومنها) ما دل على التوقف وردّ ما لا يعلم حكمه الى الله سبحانه ورسوله كقوله تعالى فى سورة نساء آية ٥٩ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) (بتقريب) ان المراد من التنازع فى الآية الشريفة هو التردد والشك لا مجرد الاختلاف فى حكم المسألة مع جزم كل فريق من الاصوليين والاخباريين بما حكم به وبان المراد من الشىء فى قوله تعالى (فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ) هو الحكم يعنى ان تنازعتم فى حكم فردّ واعلمه الى الله تعالى والرسول ولا تقولوا فيه بشىء.
(ولا يخفى عليك) ان استدلال الاخباريين بالآيات المذكورة مع قولهم بعدم حجية ظواهر الكتاب اما من جهة صراحة الآيات المذكورة عندهم واما من جهة الالزام واما من جهة موافقتها للاخبار التى استدلوا بها على وجوب الاحتياط.