(ومنها) رواية جميل عن الصادق عن آبائه عليهمالسلام انه قال رسول الله (ص) الامور ثلاثة(امر بين رشده فيتبع) اى امر ظاهر مكشوف وجه صحته وحقيته لوضوح مأخذه من الكتاب والسنة فيجب اتباعه (وامر بين غيه فيجتنب) اى امر واضح بطلانه وعدم حقيّته للعلم بانه مخالف لما نطق به الكتاب والسنة فيجب اجتنابه (وامر مشكل) اى لا يعلم وجه صحته ولا وجه بطلانه ولا يعلم موافقته للكتاب والسنة ولا مخالفته لهما(يرد علمه الى الله والى رسوله صلىاللهعليهوآله) ولا يجوز فيه الاعتقاد بشىء من طرفى النقيض والحكم به قبل الرد.
(ومنها) رواية زرارة بن أعين قال سألت أبا جعفر عليهالسلام ما حق الله على العباد قال ان يقولوا ما يعلمون ويقفوا عند ما لا يعلمون والمراد من حق الله هو الذى يطالبهم به ووجب عليهم اداؤه والخروج عن عهدته قال عليهالسلام ان يقولوا ما يعلمون ويقفوا عند ما لا يعلمون.
(خص) هذا الحق من بين حقوق الله تعالى بالذكر لان الغرض من السؤال طلب ما هو احرى واجدر باطلاق اسم الحق عليه من بين حقوق الله تعالى على العباد فاجاب عليهالسلام بان الحرىّ بذلك الاسم والحقيق به هو القول بما يعلم والسكوت عما لا يعلم لانه اجلّها واعظمها وذلك لان دين الحق الذى هو منهج العباد للوصول الى قرب جنابه انما يستقيم بنشر العلم وضبط النفس عن الكذب فيه ولان هذا حق مستلزم لاكثر الحقوق اذ حصوله متوقف على صفاء النفس عن الرذائل وتحليها بالفضائل واستقرار الفكرية والغضبية والشهوية فى الاوساط وعدم انحرافها وميلها الى جانبى التفريط والافراط ولان فى تكلم اللسان بالحق والاجتناب عن الكذب نظام الدين والدنيا (أ لا ترى) ان رئيس الكذابين الشيطان اللعين كيف افسد نظام آدم وصاحبته وذريتهما بكذب واحد حين قال ما نهيكما ربكما عن هذه الشجرة إلّا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين ولان هذا الحق متعلق باستقامة اللسان وهى من اهم المطالب اذ آفات اللسان ومعاصيه كثيرة فانه ما من موجود ومعدوم وخالق ومخلوق ومعلوم وموهوم إلّا ويتناوله اللسان بنفى او اثبات وهذه الحالة لا توجد فى بقية الاعضاء