(ومنها) قوله عليهالسلام ايما امرئ ركب امرا بجهالة فلا شىء عليه وفيه ان الظاهر من الرواية ونظائرها من قولك فلان عمل بكذا بجهالة هو اعتقاد الثواب والغفلة عن الواقع فلا يعم صورة التردد فى كون فعله صوابا أو خطاء ويؤيده ان تعميم الجهالة بصورة التردد يحوج الكلام الى التخصيص بالشاك الغير المقصر وسياقه يأبى عن التخصيص فتأمل (ومنها) قوله عليهالسلام ان الله يحتج على العباد بما آتيهم وعرفهم وفيه ان مدلوله كما عرفت فى الآيات وغير واحد من الاخبار مما لا ينكره الاخباريون.
(اقول) من ادلة البراءة فى الشبهة التحريمية قوله عليهالسلام ايما امرئ ركب الخ لكن لفظ الرواية اىّ رجل بدل أيّما امرئ وصورة الرواية انه روى عبد الصمد بن بشير عن ابى عبد الله عليهالسلام (فى حديث) ان رجلا أعجميا دخل المسجد يلبى وعليه قميصه فقال لابى عبد الله عليهالسلام انى كنت رجلا أعمل بيدى واجتمعت لى نفقة فحيث أحج لم اسأل أحدا عن شىء وافتونى هؤلاء ان أشق قميصى وأنزعه من قبل رجلى وان حجى فاسد وان علىّ بدنة فقال له متى لبست قميصك أبعد ما لبيت أم قبل قال قبل ان البس قال فأخرجه من رأسك فانه ليس عليك بدنة وليس عليك الحج من قابل أىّ رجل ركب امرأ بجهالة فلا شىء عليه طف بالبيت سبعا وصل ركعتين عند مقام ابراهيم عليهالسلام واسع بين الصفا والمروة وقصّر من شعرك فاذا كان يوم التروية فاغتسل وأهلّ بالحج واصنع كما يصنع الناس (والمستفاد) من الرواية ان من ارتكب شيئا من المشتبه لجهله بحكمه الواقعى المجعول فليس عليه شىء من المؤاخذة والعقاب.
(قوله وفيه ان الظاهر من الرواية الخ) محصل اشكال الشيخ قدسسره على الرواية انها كانت ظاهرة فى ارادة الجهل المركب لا البسيط الذى هو محل النزاع لظهور كلمة الباء فى السببية الغير المتحققة الّا مع الجهل المركب لان الشك بما هو لا يكون سببا فحينئذ لا يعم صورة التردد فى كون فعله صوابا أو خطاء(ويؤيد) كونها ظاهرة فى ارادة الجهل المركب ان تعميم الجهالة بصورة التردد يحوج