وفى رواية الزهري والسكونى وعبد الاعلى الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام فى الهلكة وتركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه ورواية ابى شيبة عن احدهما عليهماالسلام وموثقة سعد بن زياد عن جعفر عليهالسلام عن ابيه عن آبائه عليهمالسلام عن النبى صلىاللهعليهوآله انه قال لا تجامعوا فى النكاح على الشبهة وقفوا عند الشبهة الى ان قال فان الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام فى الهلكة وتوهم ظهور هذا الخبر المستفيض فى الاستحباب مدفوع بملاحظة ان الاقتحام فى التهلكة لا خير فيه اصلا مع ان جعله تعليلا لوجوب الارجاء فى المقبولة وتمهيدا لوجوب طرح ما خالف الكتاب فى الصحيحة قرينة على المطلوب فمساقه مساق قول القائل اترك الاكل يوما خير من ان امنع منه سنة وقوله (ع) فى مقام وجوب الصبر حتى يتيقن الوقت لان اصلّى بعد الوقت احب الىّ من ان اصلى قبل الوقت وقوله (ع) فى مقام التقية لان افطر يوما من شهر رمضان فاقضيه احب الىّ من ان يضرب عنقى ونظيره فى اخبار الشبهة قول على (ع) فى وصيته لابنه (ع) امسك عن طريق اذا خفت ضلالة فان الكف عنده خير من الضلال وخير من ركوب الاهوال.
(اقول) من الروايات التى استدل الاخباريون على الاحتياط فى الشبهة التحريمية رواية الزهري والسكونى وعبد الاعلى والغرض من هذه الروايات الثلاثة الحث على ترك الحديث الذى لم يصل الى المكلف من طريق معتبر عملا او رواية.
(قد تعرض بعض المحققين) قدسسره لتفسير الرواية وتوضيحها حيث قال ان الشبهة الالتباس والمشتبهات الامور المشكلات والمتشابهات المتماثلات لان بعضها يشبه بعضا ومنه تشبيه شىء بشىء وقال امير المؤمنين (ع) وانما سميت الشبهة شبهة لانها تشبه الحق.
(والقحوم والاقتحام) القاء النفس فى مشقة والدخول فيها بلا روية يقال قحم فى الامر كنصر قحوما رمى بنفسه فيه فجأة بلا روية واقتحم عقبة او وهدة رمى بنفسه فيها على شدة ومشقة والهلكة بضم الهاء وسكون اللام وقيل على مثال همزة.