غرضه قدسسره التفصى عن الاشكال المذكور على تقدير اختصاص المرفوع بالمؤاخذة بعد النقض بكتاب العزيز قال صريحه استيهاب النبى صلىاللهعليهوآله ليلة المعراج المؤاخذة على النسيان والخطاء ونحوهما مما هو مورد الاشكال فى الحديث بقوله تعالى (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا) بمنع استقلال العقل بقبح المؤاخذة على الامور المذكورة فى الرواية بقول مطلق فان الخطاء والنسيان الصادرين من ترك التحفظ لا يقبح المؤاخذة عليهما وكذا المؤاخذة على ما لا يعلمون مع امكان الاحتياط وكذا فى التكليف الشاق الناشى عن اختيار المكلف والمراد بما لا يطاق فى الرواية هو ما لا يتحمل فى العادة لا ما لا يقدر عليه أصلا كالطيران فى الهواء واما فى الآية فلا يبعد أن يراد به العذاب والعقوبة فمعنى لا تحملنا ما لا طاقة لنا لا تورد علينا ما لا نطيقه من العقوبة.
(قوله وما يضطروا اليه) ذكر الاضطرار لا يناسب المقام اذ ليس مما استوهبها النبى صلىاللهعليهوآله.
(قوله هى بعينها مما استوهبها النبى (ص) فى الصافى عن القمى والعياشى عن الصادق عليهالسلام أن هذه الآية مشافهة الله تعالى لنبيه لما اسرى به الى السماء قال النبى صلىاللهعليهوآله لما انتهيت الى سدرة المنتهى الى ان قال فقلت ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او خطأنا فقال الله لا أؤاخذكم فقلت ربنا لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا فقال لا احملك فقلت ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين فقال الله تبارك وتعالى قد اعطيك ذلك لك ولامتك الحديث.
(قوله وكذا المؤاخذة على ما لا يعلمون مع امكان الاحتياط) وفيه ان مجرد امكان الاحتياط لو كان رافعا لقبح العقاب عقلا فلا يتم الاستدلال على اصالة البراءة فى شيء من مواردها لان مدركها عقلا هو قبح التكليف والعقاب بلا بيان ولو مع امكان الاحتياط كما هو واضح اللهم إلّا ان يريد بامكان الاحتياط امكان ايجابه فحينئذ لا ريب ان العقل انما يستقل بقبح التكليف والمؤاخذة بلا بيان مع عدم