كفرا لما ذهبت بالتوكل ومعناه كما قيل انه اذا خطر له عارض الطيرة فتوكل على الله وسلّم امره اليه لم يعمل به ذلك الخاطر انتهى.
(وكيف كان) ظاهر الرواية ان الطيرة كانت منهيا عنها فى الامم السابقة وربما يكشف عنه الخبر المذكور وقد ارتفعت عن هذه الامة(والمراد) من ارتفاعها اما رفع المؤاخذة عليها بمعنى انها كانت محرمة فى الامم السابقة فارتفعت حرمتها او المؤاخذة بها عن هذه الامة ويؤيده ما روى من ان الطيرة شرك الخبر(واما) رفع أثرها لان التطيّر كان يصدّهم عن مقاصدهم فنفاه الشرع وابطله ونهى عنه واخبر انه ليس له جلب نفع ودفع ضرر.
(وقد ذكرهما المجلسى قدسسره) فى مرآة العقول على ما حكى عنه حيث قال كون الطيرة موضوعة يحتمل ثلاثة معان (الاول) وضع المؤاخذة والعقاب عن هذا الخطور(والثانى) دفع تأثيرها عن هذه الامة ببركة ما وصل اليهم من الرسول صلىاللهعليهوآله والائمة عليهمالسلام (والثالث) ان المراد بوضعها دفعها والمنع والزجر عن العمل بها فلا يكون على سياق ساير الفقرات والاول اظهر انتهى وما جعله قدسسره اظهر ليس ببعيد ان قلنا بأن المرفوع فى الحديث هو الاثر الشرعى فيكون رفع المؤاخذة بتبعيته.
(قوله واما الوسوسة فى التفكر فى الخلق) ان المراد من الوسوسة كما قيل وسوسة الشيطان عند تفكره فى امر الخلقة وقد استفاضت الاخبار بالعفو عنه قد ذكر قدسسره بعضها منها صحيحة جميل بن دراج قلت لابى عبد الله عليهالسلام انه يقع فى قلبى امر عظيم فقال قل لا إله إلّا الله قال جميل فكلما وقع فى قلبى شىء قلت لا إله إلّا الله فذهب عنى وغير ذلك من الروايات الواردة عن الائمة عليهمالسلام وقد أشار الشيخ قدسسره خمس روايات منها.
(قال العلامة المجلسى قدسسره) على ما نسب اليه انه يحتمل فى الفقرة المذكورة فى النبويين اى الوسوسة فى التفكر فى الخلق كما فى النبوى الثانى او التفكر فى الوسوسة فى الخلق كما فى النبوى الاول وجوه.