المراد من الموصول هو الحكم ومن الايتاء الاعلام بيان ذلك ان الجواب من الامام عليهالسلام عن سؤال تكليف الناس بالمعرفة بقوله لا ، على الله البيان لا يكلف الله نفسا الا وسعها لا يكلف الله نفسا الا ما آتيها قرينة على ان المراد بالايتاء الاعلام ومن الموصول الحكم فيكون المعنى لا يكلف الله نفسا الا حكما أو تكليفا اعلمها اياه فعلى هذا تكون الرواية مؤيدة الوجه الثالث من الوجوه المذكورة.
(قوله لا ينفع فى المطلب الخ) جواب عن التوجيه الذى ذكرنا للرواية حاصله ان المعرفة بالله تعالى غير مقدورة قبل تعريف الله سبحانه فلا يحتاج دخولها الى ارادة الاعلام من الايتاء فعلى هذا يكون الايتاء بمعنى الاقدار ولا يتعين حمله على الاعلام.
(والظاهر) ان المراد من المعرفة المعرفة التفصيلية فانها غير مقدور لعامة الناس الّا الاوحدى منهم قبل تعريف الله سبحانه بارسال الرسل وانزال الكتب لا المعرفة على نحو الاجمال فانها تكون مقدورا لغالبهم.
(قوله ومما ذكرنا يظهر حال التمسك لقوله تعالى (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها)) تقريب الاستدلال بها ان المجهول الحكم الذى هو موضوع البراءة خارج عن الوسع فلا يكلف الله به واما الجواب فان مفاد الآية انما هو عدم تعلق تكليفه تعالى إلّا بما يطاق ولا ريب ان الشىء بوصف انه مجهول الحكم يكون مقدور الترك فيجوز تعلق التكليف به.