فى هذا الموضع غموض موجب لصعوبة فهم المقصود ولم يتثبت عنده القارى ولم يطلب تفسيره منه عليهالسلام واراد المرور عليه فامره عليهالسلام بالكف عن العرض والسكوت عن القراءة وافاد ان فى امثال ذلك يجب التثبت وطلب فهم المقصود منهم عليهمالسلام او لانه عليهالسلام.
اراد انشاد ما افاد وبيان ما اراد لشدّة الاهتمام به فأمره بالكفّ عن العرض والسكوت عن التكلم.
(ثم) قال ابو عبد الله عليهالسلام لا يسعكم اى لا يجوز لكم (فيما ينزل بكم مما لا تعلمون) اى فيما ينزل بكم من قضية لا تعلمون حكمها او من حديث لا تعلمون ما هو المقصود منه لغموضه وصعوبة فهمه لكونه دقيقا او مجملا او متشابها او مؤولا(الا الكف عنه والتثبت) اى عدم الاخذ به قولا وفعلا واعتقادا وعدم المبادرة الى انكاره بل اللازم عليكم التثبت والرد الى أئمة الهدى الذى حازوا كل كمال ومكرمة بالهام الهى وفازوا بكل فضيلة ومنقبة بتعليم نبوى وتقدسوا عن كل رذيلة بتقديس ربانى فعلموا ما كان وما يكون وما يحتاج اليه الامة الى قيام الساعة(حتى يحملوكم فيه على القصد) اى على العدل والعلم والقول والفعل وهو الوسط بين طرفى الافراط والتفريط.
(ويجلوا عنكم فيه العمى) اى يكشفوا عنكم عمى بصيرتكم واوضحوا لكم سبيل هدايتكم لتشاهدوه بنظر صحيح وتأخذوه بنص صريح (ويعرفوكم فيه الحق) لئلا يزيغ عنه قلوبكم ولا يميل الى الباطل صدوركم فتخلّصوا من الاقتحام فى الشبهات والتورط فى الهلكات ثم علل عليهالسلام وجوب الرد اليهم بقوله (قال الله تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) اهل الذكر هم العترة من نبينا صلىاللهعليهوآله الذين جعلهم الله تعالى هداة الى صراطه فى بيداء الضلالة ودعاة الى حضرة قدسه فى ظلمات الجهالة وقارن طاعتهم بطاعة الرسول وطاعته فقال جل شأنه واطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم.