وقل هو الله أحد ، ثم صبر هنيئة بقدر ما يتنفس وهو قائم ، ثم قال : « الله أكبر » وهو قائم ، ثم ركع وملا كفيه من ركبتيه (١) مفرجات ، ورد ركبتيه إلى خلفه حتى استوى ظهره حتى لو صب عليه قطرة ماء أو دهن لم تزل لاستواء ظهره ورد ركبتيه إلى خلفه ونصب عنقه وغمض عينيه (٢) ، ثم سبح ثلاثا بترتيل (٣) وقال : « سبحان ربي العظيم وبحمده » ثم استوى قائما ، فلما استمكن من القيام قال : « سمع الله لمن حمده » ثم كبر وهو قائم ورفع يديه حيال وجهه (٤) وسجد ووضع يديه إلى الأرض قبل ركبتيه فقال : « سبحان ربي الأعلى وبحمده » ثلاث مرات ، ولم يضع شيئا من بدنه على شئ منه ، وسجد على ثمانية أعظم : الجبهة والكفين وعيني الركبتين (٥) وأنامل إبهامي الرجلين والأنف. فهذه السبعة فرض ، ووضع الانف على الأرض سنة وهو الارغام (٦) ثم رفع رأسه من السجود فلما استوى جالسا قال :
__________________
(١) أي ماسها بكلا كفيه ولم يكتف بوضع أطرافها. ( الوافي )
(٢) قوله « غمض عينيه » لا ينافي ما اشتهر بين الأصحاب من استحباب النظر إلى ما بين القدمين لان التغميض قول حماد لا قول الإمام (ع) وحكى ما رآه منه وحيث انه (ع) خفض طرفه في حال الركوع زعم حماد أنه غمض عينيه ، والناظر إلى ما بين القدمين يقرب صورته من صورة المغمض. والمصلى إذا خفض طرفه في حال القيام وقع نظره إلى محل سجدته و في حال الركوع إلى ما بين قدميه وفى حال السجود إلى طرفي أنفه وفى حال التشهد إلى حجره وهو من علامات الخشوع وأماراته.
(٣) الترتيل : التأني وتبيين الحروف ، وفى رواية عن أمير المؤمنين (ع) في قوله تعالى « ورتل القرآن ترتيلا » أنه حفظ الوقوف وأداء الحروف.
(٤) حيال الوجه محاذاته أي لم يرفع (ع) يديه بالتكبير أزيد من حيال وجهه.
(٥) عين الركبة ما يقال له بالفارسية ( كاسهء زانو ) والتثنية باعتبار الركبتين وقيل لكل من الركبتين عينان وهما نقرتان مقدمها عند الساق.
(٦) في الكافي ج ٣ ص
٣١٣ « وسجد على ثمانية أعظم : الكفين والركبتين وأنامل