عجلة ، إنما يعجل من يخاف الفوت ، وإنما يحتاج إلى الظلم الضعيف ، وقد تعاليت عن ذلك يا إلهي فلا تجعلني للبلاء غرضا ، ولا لنقمتك نصبا ، ومهلني ونفسني (١) وأقلني عثرتي ، ولا تتبعني ببلاء على أثر بلاء ، فقد ترى ضعفي وقلة حيلتي ، أستعيذ بك الليلة فأعذني ، وأستجير بك من النار فأجرني ، وأسألك الجنة فلا تحرمني. ثم ادع الله بما أحببت ، واستغفر الله سبعين مرة ».
١٤١٠ ـ ووري عن أبي حمزة الثمالي قال : « كان علي بن الحسين عليهماالسلام يقول في آخر وتره وهو قائم : رب أسأت وظلمت نفسي وبئس ما صنعت ، وهذه يداي جزاء بما صنعتا » (٢) قال : ثم يبسط يديه جميعا قدام وجهه ويقول : « وهذه رقبتي خاضعة لك لما أتت » قال : ثم يطأطئ رأسه ويخضع برقبته ثم يقول : وها أنا ذا بين يديك فخذ لنفسك الرضا من نفسي حتى ترضى لك العتبى (٣) ، لا أعود لا أعود لا أعود قال : وكان والله إذا قال : « لا أعود » لم يعد.
١٤١١ ـ وروى عبد الرحمن بن أبي عبد الله عن الصادق عليهالسلام أنه قال : « القنوت في الوتر استغفار ، وفي الفريضة الدعاء » (٤).
١٤١٢ ـ وكان أمير المؤمنين عليهالسلام يدعو في قنوت الوتر بهذا الدعاء : « اللهم
__________________
(١) من التنفيس أي نفس غمي أو كربتي.
(٢) أي هذه الجارحة الخاضعة قد خضعت لأجل الجزاء والتلاقى لما صنعت من العصيان وافراد المبتداء على قصد الجنس وتثنية الخبر لتحقق ذلك الجنس في ضمنها. ( مراد )
(٣) أي رجعت عن الذنوب لترضى عنى. وفى الصحاح : أعتبني فلان إذا عاد إلى مسرتي راجعا من الإساءة ، والاسم منه العتبى. وتقديم الخبر وهو « لك » للحصر.
(٤) يعنى أن القنوت في الوتر كان لطلب المغفرة والتجاوز عن المعاصي ودفع الضرر ، و في الفريضة لجلب النفع. ( مراد ) أقول : ويفهم من الخبر أن الاستغفار في قنوت الوتر آكد منه في قنوت سائر الصلوات ، وأيضا الدعاء بسائر المطالب في سائر الصلوات آكد من الاستغفار.