فيه نار فاحترقت » (١) وما ذكر في الكتاب من الرياح التي يعذب بها من عصاه ، والله عزوجل رياح رحمة لواقح ورياح تهيج السحاب فتسوق السحاب ، ورياح تحبس السحاب بين السماء والأرض ، ورياح تعصره فتمطره بإذن الله ، ورياح تفرق السحاب ورياح مما عد الله عزوجل في الكتاب ، فأما الرياح الأربع فإنها أسماء الملائكة الشمال والجنوب والصبا والدبور ، وعلى كل ريح منهم ملك موكل بها ، فإذا أراد الله تبارك وتعالى أن يهب شمالا أمر الملك الذي اسمه الشمال فهبط على البيت الحرام فقام على الركن اليماني (٢) فضرب بجناحيه فتفرقت ريح الشمال حيث يريد الله عزوجل في البر والبحر ، وإذا أراد الله تبارك وتعالى أن يبعث الصبا أمر الملك الذي اسمه الصبا فهبط على البيت الحرام فقام على الركن اليماني فضرب بجناحيه فتفرقت ريح الصبا حيث يريد الله تعالى في البر والبحر ، وإذا أراد الله تبارك وتعالى أن يبعث جنوبا أمر الملك الذي اسمه الجنوب فهبط على البيت الحرام فقام على الركن اليماني فضرب بجناحيه فتفرقت ريح الجنوب حيث يريد الله في البر والبحر ، وإذا أراد الله عزوجل أن يبعث دبورا أمر الملك الذي اسمه الدبور فهبط على البيت الحرام فقام على الركن اليماني فضرب بجناحيه فتفرقت الدبور حيث يريد الله تعالى في البر والبحر ». (٣)
__________________
لأنها أهلكتهم وقطعت دابرهم ، أو لأنها لا تتضمن منفعة وهي الدبور أو الجنوب أو النكباء كما قيل.
(١) الاعصار : ريح تثير الغبار إلى السماء كأنه عمود. ( الصحاح )
(٢) في الكافي « الركن الشامي » وكذا في ما يأتي.
(٣) قال استاذنا
الشعراني ـ دام ظله العالي ـ في ذيل شرح الكافي للمولى صالح
المازندراني : هذا الحديث من جهة الاسناد ،
قريب من جهة الاعتبار ، منبه على
طريقتهم عليهمالسلام
في أمثال هذه المسائل الكونية ، والمعلوم من سؤال السائل « أن
الناس يقولون » أن ذهنهم متوجه إلى السبب
الطبيعي الموجب لوجود الرياح ومنشأها
وعلة اختلافها من البرودة والحرارة وغيرها ،
وغاية ما وصل إليه فكرهم أن الشمال لبرودتها