ثلاثة أيام بلا دفن ، ونادت : يا معشر المسلمين ، هذا إمامكم وابن بنت نبيكم الحسين سيّد شباب أهل الجنّة ، قد قُتل غريباً وتُرك على وجه الأرض عرياناً سليباً لم يُصلَّ عليه ولم يُدفن ، فهلمّوا إلى مواراته ودفنه؟! بلى ، لمّا طعنه صالح بن وهب على خاصرته فسقط إلى الأرض على خدّه الأيمن ، خرجت اُخته زينب بدل سُكينة ، ونادت : وا أخاه! وا سيّداه! وا أهل بيتاه! ليت السّماء اطبقت على الأرض ، وليت الجبال تدكدكت على السّهل. ثُمّ قالت لعمر بن سعد : أيُقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟! فدمعت عيناه حتّى سالت دموعه على خدّيه ولحيته المشومة ، وصرف وجهه عنها ولم يجبها بشيء ، فنادت : ويلكم! أما فيكم مسلم؟! فلم يجبها أحد. لقد تعس اُولئك المسلمون وما ينفعهم إسلامهم ، وقد فعلوا بذرّيّة نبيِّهم ما فعلوا!
لم أنسَ زينب وهي تدعو بينهمْ |
|
يا قومُ ما في جمعكم من مسلم |
إنّا بنات المُصطفى ووصيِّهِ |
|
ومخدّراتِ بني الحطيم وزمزم |