حول ولا قوّة إلاّ بالله». فلمّا رأى شمر ذلك ، استدعى الفرسان فصاروا في ظهور الرجّالة ، وأمر الرُماة أنْ يرموه فرشقوه بالسِّهام حتّى صار كالقنفذ ، فأحجم عنهم فوقفوا بإزائه ، وجاء شمر في جماعة من أصحابه فحالوا بينه وبين رحله الذي فيه ثقله وعياله ، فصاح (ع) : «ويلكم يا شيعة آل أبي سفيان! إنْ لمْ يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون المعاد ، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه ، وارجعوا إلى أحسابكم إنْ كنتم عُرُباً كما تزعمون». فناداه شمر : ما تقول يابن فاطمة؟ قال (ع) : «أقول : إنّي اُقاتلكم وتقاتلونني ، والنّساء ليس عليهنّ جناح ، فامنعوا عتاتكم وجهّالكم وطغاتكم من التعرّض لحرمي ما دمت حيّاً». فقال شمر : لك ذلك يابن فاطمة. ثمّ صاح : إليكم عن حرم الرجل واقصدوه بنفسه ، فلَعمري لهو كفؤ كريم. فقصده القوم ، وهو في ذلك يطلب شربة من الماء ، وكلّما حمل بفرسه على الفرات ، حملوا عليه بأجمعهم حتّى أجلوه عنه.
قال اقصدُوني بنفسِي واتْركُوا حَرَمي |
|
قدْ حان حَينِي وقدْ لاحتْ لوائحُهُ |