.................................................................................................
______________________________________________________
الخامسة (١) قال : روى الشيخ علي بن الحرب الساري مرفوعا الى جابر بن عبد الله الأنصاري قال : جاء رجل الى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال : يا رسول الله انّ أبي أخذ مالي ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم للرجل : اذهب فأتني بأبيك ، فنزل جبرئيل عليه السّلام على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال : انّ الله يقرءك السلام ويقول : إذا جاءك الشيخ فسله عن شيء قاله في نفسه ، ما سمعته أذناه ، فلما جاء الشيخ قال له النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ما بال ابنك يشكوك؟! أتريد أن تأخذ ماله؟ فقال : سله يا رسول الله هل هو إلّا غرامة ، أو أداء أمانة ، أو ما أنفقه على نفسي وعيالي هل أنفقته الّا على عماته أو خالاته ، أو على نفسي؟! فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : أية ، دعنا من هذا ، أخبرنا عن شيء قلته في نفسك ما سمعته أذناك ، فقال الشيخ : والله يا رسول الله ما يزال الله يزيدنا بك يقينا ، لقد قلت في نفسي شيئا ما سمعته اذناي ، فقال : قل وانا اسمع ، قال : قلت :
غدوتك مولودا ومنتك يافعا |
|
تعلّ بما أجني عليك وتنهل |
إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبت |
|
لسقمك الّا ساهرا أتململ |
كأني أنا المطروق دونك بالذي |
|
طرقت به دوني فعيناي تهمل |
تخاف الرّدى نفسي عليك وانها |
|
لتعلم أنّ الموت وقت مؤجّل |
فلما بلغت السنّ والغاية الّتي |
|
إليها مدى ما فيك كنت أؤمل |
جعلت جزائي غلظة وفظاظة |
|
كأنك أنت المنعم المتفضل |
فليتك إذ لم ترع حق أبوّتى |
|
فعلت كما الجار المجاور يفعل |
__________________
(١) لم أظفر على كتاب (الباهر في شرح الحماسة) للطبرسي ، ولم يورده أرباب المعاجم ، ورأيت في بعض المدونات أيضا ينقلون بعنوان شرح الحماسة ولعل الله يحدث بعد ذلك امرا.