.................................................................................................
______________________________________________________
أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما) (١) فأخبر أنّ فيهما اثما كبيرا.
(الثاني) قوله تعالى «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى» (٢) فبين منافات السكر للصلاة ، وهي واجبة ، ووجوب احد المتنافيين يستلزم تحريم الآخر ، إذ الأمر بالشيء يستلزم النهي عن ضده.
(الثالث) قوله تعالى «إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ» (٣) والإثم الخمر.
قال الشاعر :
شربت الإثم حتى ضل عقلي |
|
كذاك الإثم يذهب بالعقول (٤) |
(الرابع) قوله تعالى «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ، إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ» (٥).
وفي هاتين الآيتين دلالة من ثمانية أوجه :
(أ) انه تعالى افتتح المحرمات بذكر الخمر والميسر ، وهو القمار والأنصاب ، وهي الأصنام ، والأزلام وهي القداح التي كانوا يجعلونها بين يدي الأصنام ، فلما ذكرها مع المحرمات ، وافتتح بها دل ذلك على انها أكد المحرمات.
(ب) قوله «رِجْسٌ» والرجس يقال بالاشتراك على الحرام والخبيث ، وأيا ما أريد منهما دل على حرمتها ، لقوله تعالى «وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ» (٦).
__________________
(١) البقرة : ٢١٩.
(٢) النساء : ٤٣.
(٣) الأعراف : ٣٣.
(٤) وانشد ابن الأنباري في ان الإثم هو الخمر : شربت الإثم إلخ ، التبيان : ج ٤ ص ٣٩٠ وفي لسان العرب : ج ١٢ ص ٦ قال : والإثم عند بعضهم الخمر ، قال الشاعر : شربت الإثم إلخ.
(٥) المائدة : ٩٠ ـ ٩١.
(٦) الأعراف : ١٥٧.