و «أي» تنقسم إلى أقسام كثيرة ، وهي : الشرطية (١) ، والاستفهامية (٢). والموصولة (٣) ، والصفة (٤) ، والموصوفة عند الأخفش خاصة (٥) ، والمناداة نحو : يا أيهذا (٦) والموصولة لنداء ما فيه (أل) نحو : يا أيّها الرجل. عند غير الأخفش (٧) ، والأخفش يجعلها في النداء موصولة (٨).
وقرأ ابن عباس والحسن «أيّ منفلت ينفلتون» بالفاء والتاء من فوق من الانفلات (٩).
روى الثعلبي في تفسيره عن ابن عباس أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال : «أعطيت السورة التي
__________________
(١) قال سيبويه : (فما يجازى به من الأسماء غير الظروف : من ، وما ، وأيهم) الكتاب ٣ / ٥٦. وانظر المغني ١ / ٧٧.
(٢) قال سيبويه : (وسألته ـ يعني أبا الخطاب الأخفش ـ عن أيّهم ، لم لم يقولوا : أيّهم مررت به؟ وإنما تركت الألف استغناء فصارت بمنزلة الابتداء ، ألا ترى أن حد الكلام أن تؤخّر الفعل فتقول : أيّهم رأيت ، كما تفعل ذلك بالألف ، فهي نفسها بمنزلة الابتداء) الكتاب ١ / ١٢٦. وانظر المغني ١ / ٧٧.
(٣) قال سيبويه : (وتقول : أيّها تشاء لك ، ف (تشاء) صلة ل (أيّها) حتى كمل اسما ، ثم بنيت (لك) على (أيها) ، كأنك قلت : الذي تشاء لك) الكتاب ٢ / ٣٩٨.
(٤) قال سيبويه : (ومن النعت أيضا : مررت برجل أيّما رجل ، فأيّما نعت للرجل في كماله وبذّه غيره ، كأنه قال : مررت برجل كامل) الكتاب ١ / ٤٢٢ وقال ابن هشام : (أن تكون دالة على معنى الكمال ، فتقع صفة للنكرة نحو : زيد رجل أيّ رجل. أي : كامل في صفات الرجال ، وحالا للمعرفة كمررت بعبد الله أيّ رجل) المغني ١ / ٧٨ ، ولا يوصف ب (أي) إلا أن تكون مضافة ، قال سيبويه : (... وكذلك أي ، لا تقول : هذا رجل أي) الكتاب ٣ / ٢٥.
(٥) قال أبو حيان : (... فأي تكون شرطية واستفهامية وموصولة ووصفا على مذهب الأخفش موصوفة بنكرة نحو : مررت بأي معجب لك) البحر المحيط ٧ / ٥٠. وقال ابن هشام بعد أن ذكر أن الأخفش زعم أن أيّا في (يا أيّها الرجل) لا تكون وصلة إلى نداء ما فيه (ال) وإنما هي الموصول : (.... وزاد قسما ، وهو : أن تكون نكرة موصوفة نحو : مررت بأي معجب لك ، كما يقال : بمن معجب لك ، وهذا غير مسموع) المغني ١ / ٧٩.
(٦) في ب : يا هذا.
(٧) ظاهر عبارة ابن عادل أن (أي) في النداء قسمان : مناداة وتوصف باسم الإشارة ، ووصلة لنداء ما فيه (ال) وهما عند النحاة قسم واحد ، قال سيبويه : (وأما قولك : يا أيها ذا الرجل ، فإن (ذا) وصف ل (أي) كما الألف واللام وصف ، لأنه مبهم مثله ، فصار صفة له كما صار الألف واللام وما أضيف إليها صفة للألف واللام) الكتاب ٢ / ١٩٣.
(٨) وعبارة الأخفش صريحة في أنّ (أيّ) في النداء موصوفة لا موصولة ، قال في معرض حديثه عن قوله تعالى :«إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ»[النساء: ٥٨] : (فإن قيل : كيف تكون (ما) اسما وحدها وهي لا يتكلم بها وحدها؟ قلت : هي بمنزلة (يا أيها الرجل) ، لأن (أيا) ههنا اسم ولا يتكلم به وحده حتى يوصف فصار (ما) مثل الموصوف ههنا ، لأنك إذا قلت : غسلته غسلا نعما. فإنك تريد المبالغة والجودة) معاني القرآن ١ / ١٩٢.
(٩) المختصر (١٠٨) ، البحر المحيط ٧ / ٤٩.