وردّه النحاس : بأنه لو جاز هذا لجاز : لا أضرب القوم إلّا زيدا أي : وإنما أضرب غيرهم إلا زيدا ، وهذا ضد البيان و (١) المجيء بما لا يعرف معناه (٢).
وقدره الزمخشري ب «لكن» (٣) ، وهي علامة على أنه منقطع ـ وذكر كلاما طويلا ـ فعلى الانقطاع يكون منصوبا فقط على لغة الحجاز ، وعلى لغة تميم يجوز فيه النصب والرفع على البدل من الفاعل قبله ، وأما على الاتصال : فيجوز فيه الوجهان على اللغتين ، ويكون الاختيار البدل ، لأن الكلام غير موجب.
وقرأ أبو جعفر وزيد بن أسلم «ألا» بفتح الهمزة وتخفيف اللام (٤) ـ جعلاها حرف تنبيه ـ و «من» شرطية ، وجوابها : (فَإِنِّي غَفُورٌ)(٥) والعامة على تنوين «حسنا» ، ومحمد بن عيسى الأصبهاني (٦) غير منوّن (٧) ، جعله فعلى مصدرا كرجعى ، فمنعها الصّرف لألف التأنيث ، وابن مقسم بضم الحاء والسين منونا (٨) ، ومجاهد وأبو حيوة ورويت عن أبي عمرو بفتحهما (٩) ، وتقدم تحقيق القراءتين في البقرة (١٠).
قوله : «تخرج» الظاهر أنه جواب لقوله «أدخل» أي : إن أدخلتها تخرج على هذه الصفة(١١) ، وقيل : في الكلام حذف تقديره : وأدخل يدك تدخل (١٢) ، وأخرجها تخرج ، فحذف من الثاني ما أثبته في الأول ، ومن الأول ما أثبته في الثاني (١٣) ، وهذا تقدير ما لا حاجة إليه.
قوله : «بيضاء» حال من فاعل «تخرج» (١٤) ، و (مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) يجوز أن يكون حالا أخرى أو من الضمير في «بيضاء» ، أو صفة ل «بيضاء» (١٥) والمراد بالجيب : جيب القميص ، قال المفسرون كانت عليه مدرعة من صوف لا كم لها ولا إزار ، فأدخل يده في جيبه وأخرجها ، فإذا هي تبرق مثل البرق (١٦). قوله : (فِي تِسْعِ) فيه أوجه :
أحدها : أنه حال ثالثة ، قاله أبو البقاء يعني من فاعل «تخرج» ، أي آية في تسع آيات ، كذا قدره (١٧).
__________________
(١) و : سقط من ب.
(٢) إعراب القرآن ٣ / ٢٠٠.
(٣) الكشاف ٣ / ١٣٤.
(٤) المختصر (١٠٨) ، المحتسب ٢ / ١٣٦ ، تفسير ابن عطية ١١ / ١٧٧ ، البحر المحيط ٧ / ٥٧.
(٥) في ب : «إني غفور رحيم».
(٦) تقدم.
(٧) البحر المحيط ٧ / ٥٧.
(٨) المرجع السابق.
(٩) المختصر (١٠٨) ، البحر المحيط ٧ / ٥٧.
(١٠) عند قوله تعالى : ...«وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً» [البقرة : ٨٣].
(١١) انظر البحر المحيط ٧ / ٥٨.
(١٢) تدخل : سقط من ب.
(١٣) حكاه أبو حيان. البحر المحيط ٧ / ٥٨.
(١٤) انظر مشكل إعراب القرآن ٢ / ١٤٦ ، البيان ٢ / ٢٩٩.
(١٥) انظر التبيان ٢ / ١٠٠٥.
(١٦) انظر البغوي ٦ / ٢٦٢ ـ ٢٦٣.
(١٧) التبيان ٢ / ١٠٠٥.