أقيم مقام الصفة فلذلك استوى فيه الواحد والجمع أو على حذف مضاف (١) ، وقرىء بضمها (٢) ، وهو اسم جمع كرخال (٣) وثناء (٤). وقرأ ابن مصرف «لا نسقي» بضم النون (٥) من أسقى ، وتقدم الفرق بين سقى وأسقى في النحل (٦) ، والمعنى لا نسقي حتى يرجع الرّعاء عن الماء ، والرّعاء جمع راع مثل تاجر وتجّار (٧) ، أي : نحن امرأتان لا نطيق أن نزاحم الرجال فإذا صدروا سقينا مواشينا ما أفضلت مواشيهم في الحوض ، و (أَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ) لا يقدر أن يسقي مواشيه ولذلك احتجنا نحن إلى سقي الغنم (٨).
فصل
قال مجاهد والضحاك والسدي والحسن : أبوهما (٩) هو شعيب النبي صلىاللهعليهوسلم (١٠). (وإنه عاش عمرا طويلا بعد هلاك قومه حتى أدركه موسى عليهالسلام ، وتزوج بابنته) (١١). وقال وهب وسعيد بن جبير : هو يثرون ابن أخي شعيب (وكان شعيب) (١١) قد مات بعد (١٢) ذلك بعد ما كف بصره فدفن بين المقام وزمزم (١٣). وقيل : رجل ممن آمن بشعيب (١٤). قالوا : فلما سمع (١٥) قولهما رحمهما فاقتلع صخرة من رأس بئر أخرى كانت بقربهما لا يطيق رفعها إلا جماعة من الناس (١٦) ، وقال ابن إسحاق : إنّ موسى زاحم القوم ونحاهم عن رأس البئر فسقى غنم المرأتين (١٧). وروي أن القوم لمّا رجعوا بأغنامهم غطوا رأس البئر بحجر لا يرفعه إلا عشر (١٨) نفر ، فجاء موسى فرفع الحجر وحده ، وسقى غنمهما (١٩) ، ويقال : إنه نزع ذنوبا واحدا ودعا فيه بالبركة فروي منه جميع الغنم (٢٠).
قوله : (فَسَقى لَهُما) مفعوله محذوف أي : غنمهما لأجلهما (٢١) ، (ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ) أي : إلى ظل شجرة فجلس في ظلها من شدة الحر وهو جائع. قال الضحاك : لبث سبعة أيام لم يذق طعاما إلا بقل الأرض (٢٢).
__________________
(١) انظر البحر المحيط ٧ / ١١٣.
(٢) انظر المختصر (١١٢) ، الكشاف ٣ / ١٦١.
(٣) الرّخال : جمع رخل ، الأنثى من أولاد الضأن. اللسان (رخل).
(٤) ثناء : جمع ثنية ، وهي الناقة التي ولدت بطنين. اللسان (ثنى).
(٥) انظر المختصر (١١٢).
(٦) عند قوله تعالى :«وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ» من الآية (٦٦).
(٧) انظر القرطبي ١٣ / ٢٦٩. وفي ب : وتجار أي تجار.
(٨) انظر البغوي ٦ / ٣٣٠.
(٩) في ب : وأبوهما.
(١٠) انظر البغوي ٦ / ٣٣٠.
(١١) ما بين القوسين سقط من ب.
(١١) ما بين القوسين سقط من ب.
(١٢) في ب : قبل.
(١٣) انظر البغوي ٦ / ٣٣٠.
(١٤) المرجع السابق.
(١٥) في ب : أسمع.
(١٦) انظر البغوي ٦ / ٣٣٠.
(١٧) المرجع السابق.
(١٨) في ب : عشرة.
(١٩) انظر البغوي ٦ / ٣٣٠.
(٢٠) المرجع السابق.
(٢١) انظر البحر المحيط ٧ / ١١٣.
(٢٢) انظر الفخر الرازي ٢٤ / ٢٤٠.