قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٥ ]

252/615
*

[الإسراء : ٢٤] يريد : المرفق ، وقوله : (وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ) [الشعراء : ٢١٥] أي : ارفق بهم وألن جانبك لهم ، وقال الفراء : أراد بالجناح العصا (١) ، معناه : واضمم إليك عصاك(٢).

قوله : «فذانك» تقدم قراءة (٣) التخفيف والتثقيل في النساء (٤) ، وقرأ ابن مسعود وعيسى وشبل وأبو نوفل (٥) بياء بعد نون مكسورة ، وهي لغة هذيل (٦) ، وقيل تميم (٧) ، وروى شبل عن كثير بياء بعد نون مفتوحة (٨) ، وهذا على لغة من يفتح نون التثنية ، كقوله :

٣٩٩٤ ـ على أحوذيّين استقلّت عشيّة

فما هي إلّا لمحة وتغيب (٩)

والياء بدل من إحدى النونين (كتظنّيت) (١٠)(١١).

وقرأ عبد الله بتشديد النون وياء بعدها ، ونسبت لهذيل (١٢). قال المهدوي : بل لغتهم تخفيفها(١٣) ، وكأن الكسرة هنا إشباع كقراءة هشام أفئيدة من الناس (١٤) [إبراهيم : ٣٧]. و «ذانك» إشارة إلى العصا واليد ، وهما مؤنثتان ، وإنما ذكّر ما أشير به (١٥) إليهما لتذكير خبرهما وهو «برهانان» ، كما أنه قد يؤنث لتأنيث خبره كقراءة (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا) [الأنعام : ٢٣] فيمن أنّث ونصب «فتنتهم» (١٦) وكذا قوله :

__________________

(١) معاني القرآن ٢ / ٣٠٦.

(٢) انظر البغوي ٦ / ٣٣٩ ـ ٣٤٠.

(٣) قراءة : سقط من الأصل.

(٤) عند قوله تعالى : «وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما» من الآية (١٦) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو «فذانّك» مشددة النون ، والباقون بالتخفيف. انظر السبعة (٢٢٩) الكشف ١ / ٣٨١. وانظر اللباب ٣ / ٣٧.

(٥) هو أبو نوفل بن أبي عقرب العرنجي اسم مسلم ، أو عمرو بن مسلم ، أخذ عن عائشة ، وابن عمر ، وأخذ عنه عبد الملك بن عمير وابن جدعان.

(٦) انظر البحر المحيط ٧ / ١١٨.

(٧) المرجع السابق.

(٨) المختصر (١١٣) ، البحر المحيط ٧ / ١١٨.

(٩) البيت من بحر الطويل قاله حميد بن ثور ، وهو في ديوانه (٥٥) ابن يعيش ٤ / ١٤١ المقرب (٤٠٠) ، البحر المحيط ٧ / ١١٨ ، المقاصد النحوية ١ / ١٧٧ ، شرح التصريح ١ / ٧٨ ، الهمع ١ / ٤٩ ، الأشموني ١ / ٩٠ ، الدرر ١ / ٢١.

الأحوذيّ : الخفيف في المشي ، وأراد بهما ههنا جناحي قطاة يصفهما لخفتهما ، استقلت : ارتفعت في الهواء. فما هي : فما مشاهدتها ، ثم حذف المضاف فانفصل الضمير وارتفع. والشاهد فيه فتح نون المثنى في قوله : (أحوذيّين) وهي لغة أسد حكاها الكسائي والفراء.

(١٠) انظر البيان ٢ / ٢٣٣ ، التبيان ٢ / ١٠٢٠.

(١١) ما بين القوسين سقط من ب.

(١٢) انظر البحر المحيط ٧ / ١١٨.

(١٣) المرجع السابق.

(١٤) انظر البحر المحيط ٥ / ٤٣٢.

(١٥) في ب : بهما.

(١٦) وهي قراءة نافع ، وأبي عمرو ، وأبي بكر عن عاصم وخلف وغيره عن عبيد عن شبل عن ابن كثير.

السبعة (٢٥٥) ، الكشف ١ / ٤٢٦ ، البحر المحيط ٧ / ١١٨.