بالإفراد ، (وسلّام) (١) بكسر الهمزة ، وسكون الثاء وهي لغة فيه. وقرأ العامة «كيف يحيي» بياء الغيبة ، أي أثر الرحمة فيمن قرأ بالإفراد ، ومن قرأ بالجمع فالفعل مسند لله تعالى وهو يحتمل في الإفراد والجحدريّ وأبو حيوة (٢) وابن السّميقع (٣) «تحيي» بتاء (٤) التأنيث وفيها تخريجان أظهرهما : أن الفاعل عائد على الرحمة. والثاني : قاله أبو الفضل (٥) عائد على «أثر» (٦) وأنث «أثر» لاكتسابه بالإضافة التأنيث كنظائر (له) (٧) تقدمت ، وردّ عليه بأن شرط ذلك كون المضاف (بمعنى المضاف (٨)) إليه أو من سببه لا أجنبيا (٩) ، وهذا أجنبي و (كَيْفَ يُحْيِ) معلق «لانظر» وهو في محل (١٠) نصب على إسقاط الخافض. وقال أبو الفتح (١١) : الجملة من (كَيْفَ يُحْيِ) في موضع نصب على الحال حملا على المعنى انتهى (١٢). وكيف تقع جملة الطلب (١٣) حالا؟ وأراد برحمة الله هنا المطر أي انظر إلى حسن تأثيره في الأرض كيف يحيي الأرض بعد موتها؟!.
قوله : (إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى) أي إن ذلك الذي يحيي الأرض لمحيي الموتى ، فأتى باللام المؤكدة لاسم الفاعل.
__________________
(١) سقطت من «ب» وهو : سلام بن سليمان الطويل أبو المنذر المزني مولاهم البصري ثقة جليل ومقرىء كبير ، أخذ عن عاصم وأبي عمرو ، والجحدريّ وعنه الحضرميّ ، وهارون بن موسى ، مات سنة ١٧١ ه. انظر : طبقات القراء ١ / ٣٠٩.
(٢) في «ب» أبو حيان وهو تحريف وقد تقدمت ترجمة أبي حيوة.
(٣) ابن السميقع : محمد بن عبد الرحمن أبو عبد الله اليماني له اختيار في القراءة ينسب إليه شذ فيه قرأ على أبي حيوة وطاوس عن ابن عباس وهو أحد رجال نافع قرأ عليهم وأخذ عنهم.
انظر : غاية النهاية ٢ / ١٦٢.
(٤) انظر : المحتسب لابن جني ٢ / ١٦٥. وهي من الشواذ غير المتواترة والبحر ٧ / ١٧٩ الذي أورد قراءة جديدة إلى زيد بن علي «نحيي» بنون التعظيم.
(٥) أبو الفضل هو عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بندار أبو الفضل الرازي العجلي الإمام المقرىء شيخ الإسلام الثقة الورع الكامل مؤلف كتاب جامع الوقوف وغيره قرأ على أبي داود الداراني وأبي الحسن الحمّادي وغيرهما وروى عنه القراءات محمد بن إبراهيم المزكي ومنصور بن محمد شيخ أبي العلاء مات سنة ٧٣٥ ه انظر : طبقات القراء ١ / ٣٦٣.
(٦) البحر ٧ / ١٧٩.
(٧) سقطت من «ب».
(٨) ساقط من «ب».
(٩) البحر ٧ / ١٧٩.
(١٠) الدر المصون للسمين ٤ / ٣٣٤.
(١١) أبو الفتح : عثمان بن جني كان من أحذق أهل الأدب وأعلمهم بعلم النحو والتصريف صنف في النحو والتصريف كتبا أبدع فيها كالخصائص والمنصف ، وسر الصناعة وغيرها مات سنة ٣٩٢ ه ، نزهة الألباء ٢٢٠ ـ ٢٢٢.
(١٢) المحتسب له ٢ / ١٦٥ مع تصرف بسيط في العبارة.
(١٣) أي أن شرط وقوع الخبر والحال جملة أن تكون تلك الجملة خبرية إلا أن الطلب إذا قصد معناه على الخبرية جاز وكلام أبي الفتح على ذلك جائز والمراد : محييا أو محيية فالمراد أنه واقع في الحال ، والحال خبر.