قوله : (بِغَيْرِ عِلْمٍ) حال أي يشتري بغير علم بأحوال التجارة حيث اشتري ما يخسر قيمة الدّارين.
قوله : «ويتّخذها» قرأ الأخوان وحفص بالنصب أي بنصب (١) الذّال عطفا على «ليضلّ» وهو علة (٢) كالذي قبله. والباقون بالرفع عطفا على «يشتري» فهو صلة ، وقيل : الرفع على الاستئناف من غير عطف على الصلة ، والضمير المنصوب يعود على الآيات المتقدمة أو السبيل لأنه يؤنّث ، أو الأحاديث الدال عليها الحديث (٣) لأنه اسم جنس (٤).
قوله : (أُولئِكَ لَهُمْ) حمل أولا على لفظ «من» فأفرد (ثم) (٥) على معناها فجمع ثم على لفظها فأفرد في قوله : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ) وله نظائر تقدم التنبيه عليها في المائدة عند قوله : (مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ)(٦). قال أبو حيان : ولا نعلم جاء في القرآن (٧) ما حمل على اللفظ ثم على المعنى ثم على اللفظ غير هاتين الآيتين (٨) ، قال شهاب الدين : ووجد (٩) غيرهما كما تقدم التنبيه عليه في المائدة. وقوله : (عَذابٌ مُهِينٌ) أي دائم.
قوله : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً) أي يشتري الحديث الباطل ، ويأتيه الحق الصّراح مجّانا فيعرض عليه.
قوله : (كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها) حال من فاعل «ولّى» أو من ضمير «مستكبرا» (١٠) وقوله : وكأن في أذنيه وقرأ» حال ثالثة أو بدل مما قبلها ، أو حال من فاعل «يسمعها» أو تبيين لما قبلها (١١) ، وجوز الزمخشري أن تكون جملة التنبيه (١٢) استئنافيتين.
__________________
(١) انظر : السبعة ٥١٢ ومعاني القرآن للفراء ٢ / ٣٢٧ وحجة ابن خالويه ٢٨٤ والإتحاف ٣٥٠ والنشر ٢ / ٣٤٦.
(٢) في «ب» علمه وهو تحريف.
(٣) في «ب» الأحاديث وهو خطأ لأن المقصود المفرد.
(٤) نقله مكي في الكشف عن وجوه القراءات ٢ / ١٧٨ و ١٨٨ وابن الأنباري في البيان في غريب إعراب القرآن ، ٢ / ٢٥٣ ، ٢٥٤.
(٥) سقط من «ب».
(٦) وهي الآية رقم ٦٠ من المائدة وهي : «قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ».
(٧) هكذا هي في تفسير أبي حيان.
(٨) يقصد هذه الآية وآية الطلاق : «وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقاً» وهي الآية ١١ من الطلاق. انظر : البحر ٧ / ١٨٤.
(٩) الدر المصون ٤ / ٣٤٠.
(١٠) انظر : التبيان ١٠٤٣ والبحر المحيط ٧ / ١٨٤.
(١١) المرجعان السابقان.
(١٢) هكذا هي في النسختين ولعله يقصد التشبيه وانظر : الكشاف ٣ / ٢٣٠.