(قال أبو علي (١) : لا يقدم على مثل هذا البدل إلا أن يسمع) (٢). قال شهاب (٣) الدين : قال أبو عمرو بن العلاء إنها لغة قريش التي أمر الناس أن يقرءوا بها. وقال بعضهم : لم يبدلوا وإنما كتبوا فعبر عنهم القرآن (٤) بالإبدال. وليس بشيء. وقال أبو علي : «أو غير بإظهار أبي عمرو اللّائي يئسن يدل على أنه يشهد (٥) ولم يبدل» وهذا غير لازم لأن البدل عارض فلذلك لم يدغم وقرأها ورش بهمزة مسهلة بين بين (٦) ، وهذا الذي زعم بعضهم أنه لم يصح عنهم غيره وهو تخفيف قياسي ، وإذا وقفوا سكنوا الهمزة ومتى سكنوها استحال تسهيلها بين بين لزوال حركتها فتقلب ياء لوقوعها ساكنة بعد كسرة وليس (هذا) (٧) من مذهبهم تخفيفها (٨) فتقر همزة ، وقرأ قنبل وورش بهمزة (٩) مكسورة دون ياء ، حذف الياء واجتزأ عنها بالكسرة وهذا الخلاف بعينه جار في المجادلة (١٠) أيضا والطلاق (١١).
قوله : «تظاهرون» قرأ عاصم تظاهرون بضم التاء وكسر الهاء بعد ألف ، مضارع «ظاهر» وابن عامر «تظّاهرون» بفتح التاء والهاء وتشديد الظاء مضارع «تظاهر» والأصل «تتظاهرون» بتاءين فأدغم (١٢). والأخوان (١٣) كذلك إلا أنهما خففا الظاء والأصل أيضا بتاءين (إلا أنهما (١٤)) حذفا إحداهما ، وهما طريقان في تخفيف هذا النحو إما الإدغام وإما الحذف وقد تقدم تحقيقه في نحو تذّكر وتذّكّرون (١٥) مخففا ومثقلا وتقدم نحوه في البقرة أيضا. والباقون «تظّهرون» بفتح التاء والحاء (وتشديد الظاء) (١٦) والهاء دون ألف ، والأصل «تتظهّرون» بتاءين فأدغم نحو «تذكرون» وقرأ الجميع (١٧) في المجادلة كقراءتهم
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط من «أ». وهو الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد بن سليمان الإمام أبو علي المشهور واحد زمانه في العربية أخذ عن الزجاج وابن السراج وعنه الربعي وله مصنفات نافعة في القراءات والنحو وغيرها كالحجة والمسائل الحلبية ، والبغدادية وغيرها مات سنة ٣٧٧ ، بغية الوعاة للسيوطي ١ / ٤٩٦.
(٢) الحجة في القراءات ٦ / ١٤٥.
(٣) الدر المصون ٤ / ٣٦٣ و ٣٦٤.
(٤) المرجع السابق وفي «ب» القراء.
(٥) في الحجة له : «يسهل» وهو الأصح وانظر : الحجة ٦ / ١٤٥ وإبراز المعاني للإمام أبي شامة فقد نقل قول أبي على ومعناه دون تعيين ص ٤٧ و ٦٤٤.
(٦) الإتحاف ٣٥٢ والسبعة ٥١٨.
(٧) ساقط من «ب».
(٨) في «ب» فتقلب وينظر : إبراز المعاني ٦٤٤ والدر المصون ٤ / ٣٦٤.
(٩) المراجع السابقة.
(١٠) الآية من المجادلة «٢».
(١١) الآية ٤ من الطلاق.
(١٢) المراجع السابقة.
(١٣) هما حمزة والكسائي. المراجع السابقة.
(١٤) سقط من «ب».
(١٥) وردت في آيات كثيرة إلا أن الأسبق آية الأعراف والأنعام الآية ١٥٢ من الأنعام والآية ٣ من الأعراف وقد قيل فيهما مثل ما قال أعلى.
(١٦) ما بين القوسين ساقط من «ب».
(١٧) في «ب» وقراءة بصيغة الاسم.