«صيصية» ومنه قيل لقرن الثّور ولشوكة الديك : صيصية ، والصّياصي أيضا شوك الحاكة ، ويتخذ من حديد قال دريد بن الصّمّة :
٤٠٨١ ـ ............ |
|
كوقع الصّياصي في النّسج الممدّد (١) |
قوله : (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) حتى سلموا أنفسهم للقتل وأولادهم ونساءهم للسبي.
قوله : (فَرِيقاً تَقْتُلُونَ) منصوب بما بعده وكذلك «فريقا» منصوب بما قبله (٢) ، والجملة مبينة ومقررة لقذف الرعب في قلوبهم والعامة على الخطاب في الفعلين ، وابن ذكوان (٣) ـ في رواية ـ بالغيبة فيهما (٤) ، واليماني بالغيبة في الأول فقط (٥) ، وأبو حيوة «تأسرون» (٦) بضم السين.
فإن قيل : ما فائدة التقديم تقديم المفعول في الأول حيث قال : تقتلون وتأخيره حيث قال (وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً)؟!.
فالجواب : قال ابن الخطيب إن القائل يبدأ بالأهم فالأهم والأقرب فالأقرب والرجال كانوا مشهورين وكان القتل واردا عليهم والأسراء كانوا هم النساء والذّراري (٧) ولم يكونوا مشهورين (٨) والسبي والأسر أظهر من القتل لأنه يبقي فيظهر لكل أحد أنه أسير فقدم من المحلّين ما هو أشهر على الفعل القائم به ومن الفعلين ما هو أشهر قدمه
__________________
(١) هذا عجز بيت من الطويل له وصدره :
وما راعني إلّا الرّماح تنوشه |
|
............ |
ويروى : فجئت إليه والرماح تنوشه ، ويروى أيضا : غداة دعاني والرماح ينشنه والبيت كناية عن شدة البأس والبلاء في الحرب لأن معناه أن رماح القوم اجتمعت عليه تتناوله بالطعن ليتأكد موته والشاهد : «الصياصي» حيث استعملت في تلك الآلة التي تتخذ من حديد وانظر : مجاز القرآن ٢ / ١٣٦ والدر المصون ٤ / ٣٨٠ والأصمعيات ١٠٩ ، والقرطبي ١٤ / ١٦١ برواية «فجئت إليه» وانظر : اللسان «ص ي أ» ٣٥٣٩ و «ن وش» ٤٥٧٥ و «ص ي ص» والأغاني ٩ / ٤.
(٢) قاله أبو البقاء ١٠٥٦ والسمين ٤ / ٣٨٠.
(٣) هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن ذكوان أبو الزناد فقيه المدينة سمع أنسا ، وأبا أمامة وعنه السفيانان والليث مات سنة ٩٣١ ه ، انظر : تذكرة الحفاظ للذهبي ١ / ١٣٤ وانظر : البحر ٧ / ٢٢٥.
(٤) في «تقتلون» و «تأسرون».
(٥) الذي ذكره ابن خالويه في الشواذ ١١٩ أن اليماني يقرأ بالغيبة في الثاني وهو «تأسرون» وليس في الأول وهو «تقتلون» ولعل ما ذكره المؤلف ـ تبعا للسمين ـ سهو أراد الثاني وقصد الأول سهوا فالله أعلم.
(٦) المرجع السابق ١١٩ ومعاني الفراء ٢ / ٣٦ فقد قال «وتأسرون» لغة ولم يقرأ بها أحد فعلى ذلك تكون شاذة الرواية.
(٧) هم الولد قال في اللسان : «وذرية الرجل ولده والجمع الذراري والذريات» انظر : اللسان ١٤٩٤.
(٨) تفسير الفخر الرازي ٢٥ / ٢٠٤ و ٢٠٥.