٤٠٨٢ ـ إنّ الأسود لتهدى في مرابضها |
|
............. (١) |
فلما أسنده (٢) للواء التقى ساكنان محذوف أولهما نحو «لم تروها» وهذا أحسن من أن تقول ثم أجرى الألف المبدلة من الهمزة مجرى الألف المتأصلة فحذفها جزما لأن الأحسن هناك أن لا يحذف اعتدادا بأصلها (٣) ، واستشهد بعضهم على الحذف بقول زهير :
٤٠٨٣ ـ جريء متى يظلم يعاقب بظلمه |
|
سريعا وإلا يبد بالظّلم يظلم (٤) |
قوله : (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) هذا يؤكد قول من قال : إن المراد من قوله : (وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها) ما يؤخذ (٥) بعد من بني قريظة لأن الله تعالى لما ملكهم تلك البلاد ووعدهم بغيرها دفع استبعاد (٦) من لا يكون قوي الاتكال على الله تعالى وقال أليس الله ملككم هذه فهو على كل شيء قدير يملككم غيرها ، روى أبو هريرة ـ أن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كان يقول : «لا إله إلا الله وحده ، أعزّ جنده ، ونصر عبده ، وغلب الأحزاب وحده ، فلا شيء بعده» (٧).
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً (٢٨) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (٢٩) يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ
__________________
(١) هذا صدر بيت من البسيط لابن هرمة ، وعجزه :
............. |
|
والنّاس لا يهتدى من شرّهم أبدا |
والبيت في ذم حال الناس وقد رواه ابن منظور في اللسان :
إن السباع لتهدا عن فرائسها |
|
والناس ليس بهاد شرهم أبدا |
وشاهده تخفيف الهمزة في «هدأ» تخفيفا على غير قياس لأنها مفردة متحركة وقبلها متحرك والتخفيف بقلبها ألفا محضة إنما هو غير قياس ويؤخذ سماعا فالقياس أن تكون بين بين. وانظر : الخصائص ٣ / ١٥٢ واللسان «ه د أ» ٤٦٢٨ والبحر المحيط ٧ / ٢٢٥ والممتع لابن عصفور ٣٨٢ والدر المصون ٧ / ٣٨٠ ، والتاج «ه د أ».
(٢) وهو الفعل «وطىء» قال في اللسان وطىء الشيء يطؤه وطئا داسه قال سيبويه : أما وطىء يطأ فمثل ورم يرم ولكنهم فتحوا يفعل وأصله الكسر. اللسان : «وطأ» ٤٨٦٢.
(٣) قاله السمين في الدر ٤ / ٣٨١.
(٤) من الطويل له في مدح الحسين بن ضمضم وشاهده : «يبد» حيث حذف الألف المنقلبة عن الهمزة فهي «يبدأ» وعاملها كالألف المتأصلة وحذفها للجزم وحري بالقول أن الفعل مجزوم لأنه وقع بعد فعل شرط وقد يقال عن ذلك : إن الهمزة حذفت بحركتها للوزن الشعري. على أنه ورد عن الأنصار : بديت بالشيء أي قدمته فهذا منه. وقد تقدم.
(٥) في «ب» سيؤخذ.
(٦) في «ب» استبطان.
(٧) الحديث تقدم.