زيد (١) بن أرقم : أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، آل علي ، وآل عقيل ، وآل جعفر ، وآل عباس (٢) ، قال ابن الخطيب : والأولى أن يقال : هم أولاده وأزواجه والحسن والحسين ، وعليّ منهم لأنه كان من أهل بيته لمعاشرته بنت النبي عليه (الصلاة (٣) و) السلام وملازمته (٤) له.
قوله : (وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ) يعني القرآن والحكمة ، قال قتادة يعني السنة (٥) ، وقال مقاتل : أحكام القرآن (٦) ومواعظه ، و (مِنْ آياتِ اللهِ) بيان للموصول فيتعبلق «بأعني» ويجوز أن يكون حالا إما من الموصول ، وإما من عائده المقدر فيتعلق بمحذوف أيضا (٧)(إِنَّ اللهَ كانَ لَطِيفاً) بأوليائه «خبيرا» بجميع خلقه.
قوله : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ) قال مقاتل : قالت أم سلمة بنت أبي أمية ، ونسيبة بنت كعب الأنصارية للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ما بال ربنا يذكر الرجال ولا يذكر النساء في شيء من كتابه نخشى أن لا يكون فيهن خير فنزلت فيهن هذه الآية (٨) ، ويروى (٩) أن أزواج النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ قلن : يا رسول الله ذكر الرجال في القرآن ولم يذكر النساء بخير فما فينا خير نذكر به إنا نخاف أن لا تقبل منا طاعة ، فأنزل (١٠) الله هذه الآية ، وروي أن أسماء بنت عميس (١١) رجعت من الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب فدخلت على نساء النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقالت : هل نزل فينا شيء من القرآن قلن : لا فأتت النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقالت : يا رسول الله إن النساء لفي خيبة وخسارة ، قال : وممّ ذلك؟ قالت : لأنهن لا يذكرن بخير كما تذكر الرجال فأنزل الله (١٢) ـ عزوجل ـ : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ) المطيعين (وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ) في إيمانهم ، وفيما سرهم وساءهم (١٣)(وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ) على أمر الله (وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ)
__________________
(١) زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان روى عن ابن أبي ليلى ، وطاوس ومحمد بن كعب والنضر بن أنس مات سنة ٦٦ ه انظر خلاصة الكمال ١٢٦.
(٢) السابق.
(٣) زيادة من «ب».
(٤) انظر : تفسير الفخر الرازي ٢٥ / ٢٠٩.
(٥ و ٦) ذكرهما ابن الجوزي في تفسيره زاد المسير ٦ / ٣٨٢ و ٣٨٣.
(٧) قاله شهاب الدين السمين في الدر المصون ٤ / ٣٨٨.
(٨) انظر : معالم التنزيل للبغوي ٤ / ٢٥٩ و ٢٦٠.
(٩) في «ب» روي.
(١٠) المرجع السابق.
(١١) هي الخثعمية وأخت ميمونة لأمها ولها ستون حديثا وتزوجها أبو بكر بعد جعفر. انظر : خلاصة الكمال ٤٨٨ ه.
(١٢) انظر : تفسير الخازن ٤ / ٢٦٠ وانظر في هذا كله أسباب النزول للسيوطي ١٣٩.
(١٣) في «ب» وأساءهم.