(وقوله (١) :)
٤٠٨٩ ـ نحن ـ بني ضبّة ـ أصحاب الجمل |
|
الموت أحلى عندنا من العسل (٢) |
(و) «نحن العرب أقرى النّاس للضّيف» (٣) (و) : «نحن معاشر الأنبياء لا نورث (٤)» أو على المدح أي أمدح أهل البيت ، واختلف في أهل البيت ، فروى سعيد بن جبير عن ابن عباس أنهم نساء النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لأنهن في بيته (٥) ، وتلا قوله : (وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ) وهو قول عكرمة ومقاتل. وذهب أبو سعيد الخدري وجماعة من التابعين منهم مجاهد وقتادة وغيرهم إلى أنهم عليّ ، وفاطمة ، والحسن (٦) والحسين ، لما روت عائشة قالت : خرج رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ذات غداة وعليه مرط مرجّل من شعر أسود فجلست (٧) فأتت فاطمة فأدخلها فيه ثم جاء علي فأدخله فيه ثم جاء حسين فأدخله فيه ، ثم قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
وروت أم سلمة قالت : في بيتي أنزل : إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت قالت : فأرسل رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إلى فاطمة وعلي والحسين والحسن فقال : هؤلاء أهل بيتي. فقلت : يا رسول الله أما أنا من أهل البيت قال : بلى إن شاء الله (٨) ، وقال
__________________
ـ الاختصاص في التكلم. انظر : سيرة ابن هشام ٥٦٢ والأغاني ١٤ / ١٦ والمغني ٣٨٧ وشرح شواهده للإمام السيوطي ٨٠٩ ، وطبقات الشافعية ١ / ٢٥٤ والهمع ١ / ١٧١ ، والبحر ٧ / ٢٣١ وإعراب ثلاثين سورة ٣٨ والبداية والنهاية ٤ / ١٦.
(١) زيادة يقتضيها السياق والمعنى.
(٢) رجز ـ أيضا ـ كسابقه من البيت الشعري. وقد اختلف في نسبته فمن قائل : إنه للحارث الضبيّ ، ومن قائل : إنه للأعرج المعنى ، ومن قائل إنه لعمرو بن يثربي ، والشاهد فيه : «بني ضبة» وهو اختصاص وقد وقع بعد تكلم وهو «نحن» وهذا هو الغالب ، ولا يخفى أن المختص وهو : «بني» منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم و «بنات» الكلمة السابقة منصوبة بالكسرة نيابة عن الفتحة للجمع المؤنث السالم والبيت من شواهد شذور الذهب لابن هشام ، واللسان : «ب ج ل» ٢١٣ ورد فيه :
نحن بني ضبة أصحاب الجمل |
|
ردوا علينا شيخنا ثم بجل |
وانظر الهمع ١ / ١٧١ والأشموني ٣ / ١٣٧ والكامل للمبرد ٣ / ١١٢ والعقد الفريد ٤ / ٣٢٧.
(٣) الحديث هذا جاء في الكتاب ٢ / ٢٣٤.
(٤) رواه الإمام أحمد في مسنده ٢ / ٤٦٣.
(٥) قاله ابن الجوزي في زاد المسير ٦ / ٣٨١ والقرطبي في الجامع ١٤ / ١٨٢ والزجاج في المعاني ٤ / ٢٢٦.
(٦) المرجع السابق.
(٧) ذكره الشوكاني في فتح القدير ٤ / ٢٧٩. وأمرط الخفيف شعر الجسد والحاجبين والعينين ورجل أمرط : لا شعر على جسده.
(٨) ذكره البغوي في معالم التنزيل ٤ / ٢٥٩ والخازن في تفسيره ٤ / ٢٥٩ والقرطبي في ١٤ / ١٨٣ وابن كثير في ٣ / ٤٨٤.