٣٩١٦ ـ طراق الخوافي مشرق فوق ريعة |
|
ندى ليله في ريشه يترقرق (١) |
وقال أبو عبيدة : وهو (٢) الطريق (٣) ، وأنشد للمسيّب بن علس (٤) يصف ظعنا :
٣٩١٧ ـ في الآل يخفضها ويرفعها |
|
ريع يلوح كأنّه سحل (٥) |
والرّيع ـ بالفتح ـ : ما يحصل من الخراج.
فصل
قال الوالبي عن ابن عباس : الرّيع : كل شرف (٦). وقال الضحاك ومقاتل : بكل طريق (٦) وهو رواية العوفي عن ابن عباس (٧). وعن مجاهد قال : هو الفج بين جبلين (٨) وعنه أيضا أنه المنظر (٨). و «الآية» : العلم.
قال ابن عباس : كانوا يبنون بكل ريع علما يعبثون فيه بمن يمر في الطريق إلى هود (٩) ـ عليهالسلام (١٠) ـ. وقيل : كانوا يبنون في (١١) الأماكن المرتفعة ليعرف بذلك غناهم ، فنهوا عنه ، ونسبوا إلى العبث(١٢). وقال سعيد بن جبير ومجاهد : هي بروج الحمام ، لأنهم كانوا يلعبون بالحمام (١٣).
قوله (١٤) : (وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ) قال مجاهد : قصورا مشيّدة (١٥).
وقال الكلبي : هي الحصون (١٦). وقال قتادة : مآخذ الماء يعني : الحياض ، واحدتها مصنعة (١٧). (لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ). العامة على تخفيفه مبنيا للفاعل. وقتادة : بالتشديد مبنيا للمفعول (١٨) ، ومنه قول امرىء القيس :
٣٩١٨ ـ وهل ينعمن إلّا سعيد مخلّد |
|
قليل الهموم ما يبيت بأوجال (١٩) |
__________________
(١) البيت من بحر الطويل ، قاله ذو الرمة. وقد تقدم.
(٢) في ب : هو.
(٣) مجاز القرآن ٢ / ٨٨.
(٤) هو زهير بن علس بن مالك ، والمسيّب لقب لقّب به ببيت ، وهو من شعراء بكر بن وائل المعدودين وخال الأعشى. الخزانة ٣ / ٢٤٠.
(٥) البيت من بحر الكامل قاله المسيب بن علس ، وهو في تفسير ابن عطية ١١ / ١٣٥ ، القرطبي ١٣ / ١٢٢ ، اللسان (ريع) ، البحر المحيط ٧ / ٢٩ ـ ٣٠ ، شرح شواهد الكشاف (١٠٠) الآل : السراب.
الرّيع : الطريق. وهو موطن الشاهد. يلوح : يتراءى. السحل : الثوب الأبيض.
(٦) انظر البغوي ٦ / ٢٢٩.
(٧) في ب : رضي الله عنهما.
(٨) انظر البغوي ٦ / ٢٢٩.
(٩) انظر الفخر الرازي ٢٤ / ١٥٧.
(١٠) في ب : عليه الصلاة والسلام.
(١١) في : تكملة من الفخر الرازي.
(١٢) انظر الفخر الرازي ٢٤ / ١٥٧.
(١٣) انظر البغوي ٦ / ٢٢٩.
(١٤) قوله : سقط من الأصل.
(١٥) انظر البغوي ٦ / ٢٢٩.
(١٦) المرجع السابق.
(١٧) المرجع السابق.
(١٨) قال ابن خالويه :(«لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ» قتادة ، «تخلّدون» بالتشديد أبو العالية) المختصر (١٠٧). وكذا في البحر المحيط ٧ / ٣٢ ، وقال ابن جني (ومن ذلك قراءة قتادة : «لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ») المحتسب ٢ / ١٣٠.
(١٩) البيت من بحر الطويل ، قاله امرؤ القيس ، وهو في ديوانه (٢٧) ، المحتسب ٢ / ١٣٠ ، الحماسة ـ