فى كونه طيبا فالاصل عدم احلال الشارع له.
(قلنا) ان التحريم محمول فى القرآن على الخبائث والفواحش كقوله تعالى فى سورة الاعراف (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِ) الآية وفى سورة الشورى (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ) الى غير ذلك من الآيات ومع تعارض الاصلين أى مع تعارض اصالة عدم احلال الشارع باصالة عدم التحريم وتساقطهما يرجع الى اصالة الاباحة وعموم قوله تعالى (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَ) وقوله عليهالسلام ليس الحرام الا ما حرّم الله هذا مضافا الى انه يمكن فرض كون الحيوان مما ثبت كونه طيبا بل الطيب ما لا يستقذره النفس فهو أمر عدمى يمكن احرازه بالاصل عند الشك.
(وقد ناقش) صاحب بحر الفوائد فيما اجاب به الشيخ قدسسره من المعارضة بقوله قلنا ان التحريم محمول الخ بقوله وفيه أولا ان مجرد تحريم الخبائث فى كتاب العزيز مع عدم دلالة القضية على الحصر لا يفيد شيئا فان تحريمها من حيث كونها من أفراد المفهوم وثانيا ان تقابل الطيب والخبيث تقابل التضاد كما حكى عن الصحاح والقاموس ويستفاد من تفسير الطيب بما يستلذ به النفس والخبيث بما يستكرهها ولم يعلم عدم ثالث لهما بل الثالث بين المعنيين موجود بالوجدان فاذا لا معنى للتعارض بين الاصلين حتى يرجع الى اصالة الحل وعموم الحلية فى الآية والرواية نعم لو كان تقابل الخبيث والطيب تقابل الايجاب والسلب امكن الحكم بالحلية فى مورد الشك من جهة الاصل الموضوعى كما ذكره اذ لا يتصور هناك معارض له انتهى.
(قوله بل الطيب ما لا يستقذر) اقول ان ظاهر كلمات أهل اللغة بل الفقهاء ان الطيب والخبيث متضادان قال فى مجمع البحرين الخبيث ضد الطيب يقال خبث الشىء خبثا من باب قرب وخباثة ضد طاب فهو خبيث والخبيثة واحدة الخبائث ضد الطيبة قال الله تعالى ويحرّم عليكم الخبائث قوله ليميز الله الخبيث من الطيب اى ليميز الفريق الخبيث من الفريق الطيب (وقال ايضا) فيه فى موضع آخر الطيب