المذكور حيث ذكر الرواية فى الخصال بسند فيه رفع عن ابى عبد الله عليهالسلام قال ثلاث لم يعر منها نبىّ فمن دونه الطيرة والحسد والتفكر فى الوسوسة فى الخلق وقال فى تفسيرها ان معنى الطيرة فى هذا الموضع هو ان يتطير منهم قومهم فأما هم عليهمالسلام فلا يتطيرون وذلك كما قال الله عزوجل عن قوم صالح (قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ) قال طائركم عند الله) (١) وكما قال آخرون لانبيائهم عليهمالسلام انا تطيّرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم - الآية (٢).
(واما الحسد) فانه فى هذا الموضع هو ان يحسد وإلّا انهم يحسدون غيرهم وذلك كما قال الله عزوجل ام يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما (٣).
(واما التفكر) فى الوسوسة فى الخلق فهو بلواهم عليهمالسلام باهل الوسوسة لا غير ذلك وذلك كما حكى الله عزوجل عنهم عن الوليد بن المغيرة المخزومى انه فكّر وقدّر فقتل كيف قدّر ثم قتل كيف قدّر يعنى قال للقرآن ان هذا الا سحر يؤثر ان هذا إلّا قول البشر (٤) ولا يخفى قد خرج الشيخ قدسسره فى البحث عن النبوى الشريف عما يقتضيه وضع رسالته اذ مقتضاه الاكتفاء بتحقيق فقرة ما لا يعلمون.
__________________
(١) النمل : ٤٧
(٢) يس : ١٨.
(٣) النساء : ٥٤
(٤) المدثر : ١٦ / ١٨