قتلت الحسين فأوطئ بالخيل صدره وظهره ؛ فإنّه عاقّ شاقّ ظلوم ، ولستُ أرى أنّ هذا يضرّ بعد الموت شيئاً ، ولكن عليّ قولٌ قد قلتُه : لو قد قتلتُه لفعلتُ هذا به. فإنْ أنت مضيت لأمرنا جزيناك جزاء السّامع المطيع ، وإنْ أبيت فاعتزل عملنا وجُندنا ، وخلّ بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر ، فإنّا قد أمّرناه بأمرنا ، والسّلام. فلمّا قرأ ابن سعد الكتاب ، قال له : ما لك ويلك! لا قرّب الله دارك ، وقبّح الله ما قدمت به عليّ. والله ، إنّي لأظنّك أنت الذي نهيته أنْ يقبل ما كتبتُ به إليه ، وأفسدت علينا أمراً كنّا قد رجونا أنْ يصلح. لا يستسلم والله ، حسين ؛ إنّ نفس أبيه لَبين جنبيه. فقال له شمر : أخبرني بما أنت صانع ، أتمضي لأمر أميرك وتُقاتل عدوّه ، وإلاّ فخلّ بيني وبين الجند والعسكر؟ قال : لا ، ولا كرامة لك ، ولكن أنا أتولّى ذلك دونك ، فكُنْ أنت على الرجّالة.
سامَوهُ أنْ يردَ الهوانَ أو المنييَة |
|
والمسوَّدُ لا يكون مَسودَا |
فانصاعَ لا يعْبَأ بهمْ عن عدّةٍ |
|
كثُرتْ عليه ولا يخافُ عديدَا |