والشّقاق ، عكس أخيه هذا ـ فاستأذن عمرو الحسين (ع) ، فأذن له ، فبرز وهو يرتجز ويقول :
قدْ عَلمتْ كَتيبةُ الأنصارِ |
|
أنّيْ سأحمِي حوزةَ الذمّارِ |
ضربَ غُلامٍ غيرِ نكسٍ شاري |
|
دونَ حُسينٍ مُهجتي ودارِي |
فقاتل قتال المشتاقين إلى الجزاء ، وبالغ في خدمة سلطان السّماء حتّى قتل جمعاً كثيراً من حزب ابن زياد ، وجمع بين سداد وجهاد ، وكان لا يأتي إلى الحسين (ع) سهم إلاّ اتّقاه بيده ، ولا سيف إلاّ تلقّاه بمُهجته ، فلم يكن يصل إلى الحسين (ع) سوء حتّى اُثِخن بالجراح ، فالتفت إلى الحسين (ع) وقال : يابن رسول الله ، أوفيت؟ قال : «نعم ، أنت أمامي في الجنّة ، فأقرئ رسول الله (ص) عنّي السّلام ، واعلمه أنّي في الأثر». فقاتل حتّى قُتل رضوان الله عليه :
سَطَوا وأنابيبُ الرّماحِ كأنَّها |
|
إجامٌ وهُمْ تحتَ الرِّماحِ اُسودُ |
ترَى لهُمُ عندَ القِراعِ تباشُراً |
|
كأنَّ لهُمْ يومَ الكرِيهةِ عيدُ |