فضربه رجل بعمود على رأسه فخرّ صريعاً إلى الأرض ، ونادى بأعلى صوته : أدركني يا أخي. فانقضّ عليه أبو عبد الله (ع) كالصقر ، فرآه مقطوع اليمين واليسار مرضوخ الجبين مشكوك العين بسهم مثخناً بالجراحة ، فوقف عليه منحنياً وجلس عند رأسه يبكي حتّى فاضت نفسه الزكيّة. ثمّ حمل على القوم فجعل يضرب فيهم يميناً وشمالاً فيفرّون منه كما تفرّ المَعزى إذا شدّ فيها الذئب.
عبّاسُ كبشَ كتيْبَتي وكنانَتي |
|
وسَريَّ قومي بلْ أعزَّ حُصوني |
يا ساعدي في كلِّ مُعتركٍ بهِ |
|
أسطو وسيفَ حمايَتي بيَميني |
لمَنْ اللِوا اُعطي ومَن هو جامعٌ |
|
شَملي وفي ضنَكِ الزّحامِ يَقيني |