لا أسألُكم في ذلك إلاّ ما أمرني ربّي أنْ أسألُكم المودّة في القُربى ، فانظروا أنْ لا تلقوني غداً على الحوض ، وقد أبغضتم عترتي وظلمتموهم». فليتك يا رسول الله تنظر إلى آلك وعترتك الذين جعل الله ودّهُم أجر رسالتك ما جرى عليهم من بعدك ؛ أمّا أخوك وابن عمِّك أمير المؤمنين فقد نازعوه حقّه وحاربوه ، وكانت خاتمة عملهم أنْ قتلوه وهو يُصلّي في محرابه ؛ وأمّا بضعتُك الزّهراء فقد خرجت من الدُنيا وهي ناحلة الجسم مُعصبة الرأس حزينة باكية ؛ وأمّا ولدك الحسن فقد جرّعوه الغصص ونازعوه حقّه كما نازعوا أباه من قبله وتتبّعوا شيعته ومحبيه ، تارة يقتلونهم ، وتارة ينفونهم من الأرض ، وتارة ينهبون أموالهم ويهدمون دورهم حتّى قتلوه مسموماً ومنعوا من دفنه عندك. وأمّا ولدك الحسين فقد دعاه أهل الكوفة لينصروه ، ثمّ خذلوه وحاربوه بأمر يزيد وابن زياد حتّى قتلوه ، ومن شرب الماء منعوه ، وبجرد الخيل داسوا جسمه ورضّوه ، وعلى سنان الرّمح رفعوا رأسه وحملوه ، وأصبحَ جميع أهل بيتك يا رسول الله ، الذّين أكدت الوصاية بهم ، مقهورين ، مغصوبة حقوقهم مقتولين ، مُشردين عن أوطانِهم.
تركوهم شتّى مصا |
|
ئبهمْ وأجمعهم فظيعهْ |
فمغيّبٌ كالبدرِ تر |
|
تقبُ الورى شوقاً طلوعهْ |
ومكابدٌ للسمّ قد |
|
سُقيتْ حشاشته نقيعهْ |
ومُضرّجٌ بالسّيفِ آ |
|
ثر عزّه وأبى خضوعهْ |
فقضى كما اشتهت الحمية |
|
تشكر الهيجا صنيعهْ |
ومُصفّدٌ لله سلم |
|
ومُصفّدٌ لله سلم |
وسبيةٌ باتت بأفعى |
|
الهمّ مهجتها لسيعهْ |
سُلبت وما سُلبت محا |
|
مد عِزّها الغُرّ البديعهْ |
وتركوهم يا رسول الله شتّى مصارعهم :
بعضٌ بطيبة مدفونٌ وبعضُهمُ |
|
بكربلاءَ وبعضٌ بالغريينِ |
وأرضُ طوسٍ وسامرا وقد ضَمنتْ |
|
بغدادُ بدرين حلاّ وسط قبرينِ |
ولله درّ القائل :
حُفَرٌ بطيبة والغري وكربلا |
|
وبطوس والزّورا وسامراءِ |
ما جئتهمْ في حاجة إلاّ انقضتْ |
|
وتبدّل الضّراءُ بالسّرّاءِ |
وقال دعبل الخُراعي رحمه الله تعالى :
قبورٌ بكوفانٍ وأُخرى بطيبة |
|
وأُخرى بفخٍ نالها صلواتي |