موالي عبد الله بن جعفر فنعى إليه ابنيه ، فاسترجع وجعل النّاس يعزّونه ، فقال مولى له يسمّى أبو اللسلاس : هذا ما لقينا من الحسين! فحذفه عبد الله بن جعفر بنعله ، ثُمّ قال : يابن اللخناء ، أللحُسين تقول هذا؟! والله ، لو شهدته لأحببت أنْ لا اُفارقه حتّى اُقتل معه. والله ، إنّه لممّا يسخي نفسي عنهما ويهوّن عليّ المصائب بهما ، أنّهما اُصيبا مع أخي وابن عمّي مواسيين له صابرين معه. ثُمّ أقبل على جُلسائه فقال : الحمد لله ، عزّ عليّ مصرع الحسين (ع) ، أنْ لا أكن آسيت حُسيناً بيدي فقد آساه ولداي. وفي عون ومحمّد يقول سُليمان بن قتّة العدوي :
عينُ جودي بعبرةٍ وعويلِ |
|
واندُبي إنْ بكيتِ آلَ الرّسولِ |
ستّةٌ كلُّهم لصُلبِ عليٍّ |
|
قد اُصيبوا وسبعةٌ لعقيلِ |
واندُبي إنْ ندبتِ عوناً أخاهُمْ |
|
ليس فيما ينوبُهمُ بخَذُولِ |
فلَعمري لقد اُصيبَ ذوو القُرْ |
|
بَى فبكِّي على المُصابِ الطّويلِ |
وسَمِيِّ النَّبيِّ غُودرَ فيهمْ |
|
قد عَلَوه بصارمٍ مصقولِ |
فإذا ما بكيتِ عيني فجُودي |
|
بدموعٍ تسيلُ كلَّ مسيلِ |