وحمزةَ الأسد المخشي صولتهُ |
|
وجعفراً أن يذوقوا قبله الباسا |
وهاشماً كُلَّها اُوصي بنصرته |
|
أنْ يأخذوا دون حرب القوم إمراسا |
كونوا فدى لكم اُمّي وما ولدتْ |
|
من دون أحمد عند الرّوع أتراسا |
بكلِّ أبيض مصقولٍ عوارضه |
|
تخاله في سواد الليل مقباسا |
وكما حثّ أبو طالب ولده عليّاً (ع) وحضّه على نصرة رسول الله (ص) ، أوصى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ولديه محمّداً وعوناً وحضّهما على نصرة الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) ؛ وذلك أنّه لمّا خرج الحسين (ع) من مكّة إلى كربلاء ، ألحقه عبد الله بن جعفر بإبنيه محمّد وعون وكتب له على أيديهما كتاباً بالرّجوع ، ويقول له : إنّي مشفق عليك من الوجه الذي توجّهت له أنْ يكون فيه هلاكُك واستئصال أهل بيتك ، وإنْ هلكت اليوم طفئ نور الأرض فإنّك علم المهتدين ورجاء المؤمنين ، فلا تعجل بالمسير فإنّي في إثر كتابي ، والسّلام. وصار عبد الله إلى عمرو بن سعيد أمير المدينة ، فسأله أنْ يكتب للحُسين (ع) أماناً ويُمنّيه البر والصّلة ، فكتب له وانفذه مع أخيه يحيى بن سعيد ، فلحقه يحيى وعبد الله بن جعفر بعد نفوذ ابنيه ، وجهدا به في الرّجوع ، فقال : «إنّي رأيت رسول الله في المنام وأمرني بما أنا ماضٍ له». فقالا له : فما تلك الرّؤيا؟ قال : «ما حدّثت بها أحداً حتّى ألقى ربّي عز وجل». فلمّا أيس منه عبد الله بن جعفر ، أمر إبنيه عوناً ومحمّداً بلزومه والمسير معه والجهاد دونه ، ورجع هو إلى مكّة. ولمّا كان يوم عاشوراء ، خرج محمّد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وهو يقول :
أشكو إلى الله من العدوانِ |
|
قتالَ قومٍ في الرّدى عميانِ |
قد تركوا معالمَ القُرآنِ |
|
ومحكم التّنزيل والتّبيانِ |
وأظهروا الكُفر مع الطّغيان
ثُمّ قاتل حتّى قتل عشرة أنفس ، فحمل عليه عامر بن نهشل التّميمي فقتله ، وخرج أخوه عون بن عبد الله بن جعفر (ع) ، واُمّه زينب بنت أمير المؤمنين (ع) ، وهو يقول :
إنْ تنكروني فأنا ابنُ جعفرِ |
|
شهيدِ صدقٍ في الجنان أزهرِ |
يطير فيها بجناح أخضرِ |
|
كفى بهذا شرفاً في المحشرِ |
ثُمّ قاتل حتّى قتل ـ على رواية ابن شهر آشوب ـ ثلاثة فوارس وثمانية عشر راجلاً ، فحمل عليه عبد الله بن قطبة الطّائي فقتله. ولمّا رجع أهل البيت إلى المدينة ، دخل بعض