وهو ابنُ حيدرة البطينِ الأنزعِ ال |
|
مفني الاُلوفَ بحومة الهيجاءِ |
له من عليٍّ في الحروب شجاعةٌ |
|
ومن أحمدٍ عند الخطابة قيلُ |
قال بعض الرّواة : والله ، ما رأيت مكثوراً قد قُتل ولده وأهل بيته وأنصاره ، أربط جأشاً من الحسين (ع)! وإنْ كانت الرّجالة لتشدّ عليه فيشدّ عليها بسيفه ، فتنكشف عنه انكشاف المعزى إذا شدّ فيها الذّئب. ولقد كان يحمل فيهم ، وقد تكملوا ثلاثون ألفاً ، فينهزمون من بين يديه كأنّهم الجراد المنتشر ، ثُمّ يرجع إلى مركزه وهو يقول : «لا حول ولا قوة إلا بالله». ولم يزل يُقاتل حتّى حالوا بينه وبين رحله ، فصاح : «ويلكم يا شيعة آل أبي سفيان! إنْ لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد ، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه ، وارجعوا إلى أحسابكم إنْ كنتم عُرباً كما تزعمون». فناداه شمر : ما تقول يابن فاطمة؟ قال : «أقول إنّي اُقاتلكم وتقاتلونني ، والنّساء ليس عليهنّ جناح ، فامنعوا عتاتكم وجهّالكم وطغاتكم من التّعرض لحرمي ما دمت حيّاً». قال شمر : لك ذلك يابن فاطمة. فقصدوه بالحرب ، فجعل يحمل عليهم ويحملون عليه ، وهو في ذلك يطلب شربة من ماء فلا يجد.
منعوه من ماءِ الفُرات ووردِهِ |
|
وأبوه ساقي الحوضِ يوم جزاءِ |
حتّى قضى عطشاً كما اشتهت العِدى |
|
بأكفِّ لا صِيدٍ ولا أكفاءِ |