حيث جعله نفس الرّسول (ص) وصحّ عن رسول الله (ص) ـ كما في البحار أنّه سُئل عن بعض أصحابه ، فقال له قائل:فعليّ؟قال:«إنّما سألتني عن النّاس ولم تسألني عن نفسي».
وروى مسلم في صحيحه عن عائشة : إنّ رسول الله (ص) خرج غداة وعليه مِرط (١) مُرجل (٢) من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي (ع) فأدخله ، ثُمّ جاء الحسين (ع) فدخل معه ، ثُمّ جاءت فاطمة عليهاالسلام فأدخلها ، ثُمّ جاء علي (ع) فأدخله ، ثُمّ قال : (إِنّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً) ورواه الزّمخشري وغيره. أعلمت يا رسول الله ما جرى على هذه الوجوه التّي أردت المباهلة بها ، والتّي لو دعت الله على جبل لأزاله؟! أمّا أخوك ونفسك علي بن أبي طالب (ع) ، فقد ضربوه ـ وهو في محرابه يُصلّي ـ بسيف مسموم فلق هامته إلى محل سجوده حتّى قضى شهيداً ؛ وأمّا ابنتك الزّهراء عليهاالسلام فما برحت بعدك مُعصبة الرأس ناحلة الجسم باكية حزينة حتّى اُلحقت بربّها ودُفنت سرّاً لم يشهد أحد جنازتها ؛ وأمّا ولدك الحسن (ع) فقد قضى شهيداً بالسمِّ ، ومُنع من دفنه عندك وإلى جانبك ؛ وأمّا ولدك الحسين (ع) فقد قضى شهيداً بالسّيف غريباً عطشان وحيداً فريداً ، يستجير فلا يُجار ، ويستغيث فلا يُغاث ، وقُتلت أطفاله وسُبيت عياله ، وداروا برأسه في البُلدان من فوق عالي السّنان.
جاشت على آله ما ارتاح واحدُهمْ |
|
من قهر أعداه حتّى مات مقهورا |
قضى أخوه خضيبَ الرّأس وابنتُهُ |
|
غضبى وسبطاه مسموماً ومنحورا |
____________________
(١) المرط بالكسر : كساء من صوف ، أو خز.
(٢) فيه ألوان تخالف لونه.