السّلاح إلاّ قاتلت به حتّى تحاثينا بالتراب ، وتكادمنا بالأفواه حتّى صرنا قياماً ينظر بعضنا إلى بعض ، ما يستطيع أحد من الفريقين أنْ ينهض إلى صاحبه ولا يقاتل. فلمّا كان نصف الليل من الليلة الثالثة انحاز معاوية وخيله من الصف ، وغلب علي (ع) على القتلى تلك الليلة ، وأقبل على أصحاب محمّد (ص) وأصحابه فدفنهم. فأين كان أميرالمؤمنين (ع) عن ولده الحسين (ع) وأصحابه يوم طفّ كربلاء ، فيصلّي عليهم ويدفنهم حتّى لا يبقوا ثلاثة أيام بلياليها على وجه الصعيد كالأضاحي جثثاً بلا رؤوس ، تسفي عليهم الرياح ، زوارهم الوحوش والطيور ، وأكفانهم السّواقي من الرمال؟!
مُطرَّحينَ على الرَّمْضاءِ قد لبسُوا |
|
من المَهابةِ أبراداً لها قُشُبَا |
مُضرَّجينَ بمحمرِّ النَّجيعِ بنَى |
|
نَبلُ العِدى والقَنا من فوقِهمْ قُببَا |
منْ كلِّ جسمٍ بوجهِ الأرضِ مطَّرحٍ |
|
وكلِّ رأسٍ برأسِ الرُّمحِ قدْ نُصبَا |
وأين كان أمير المؤمنين (ع) عن ولده الحسين (ع) حين نادى عمر بن سعد : مَن يبتدر للحسين فيدوس صدره بحوافر فرسه؟!
ما شفَى داءَ ضغْنِها القتلُ حتّى |
|
بالعوادي عادتْ ترضُّ قُراهَا |