ذلك ، تزدد من الله قُرباً ، ومن المؤمنين حبّاً. قال : وإنّكِ لتقولين ذلك؟! قالت : سبحان الله! والله ، ما مثلك مُدح بباطل ، ولا اعتُذر إليه بكذب ، وإنّك لتعلم ذلك من رأينا. كان والله ، عليٌّ أحبّ إلينا منك ، وأنت أحبّ إلينا من غيرك. قال : فما حاجتك؟ قالت : إنّ مروان تبنَّك بالمدينة تبنُّك مَن لا يُريد منها البراح ؛ لا يحكم بعدل ، ولا يقضي بسُنّة ، حبس ابن ابني فأتيته ، فقال : كيت وكيت ، فأسمعته أخشن من الحجر ، وألقمته أمرّ من الصّاب ، ثمّ رجعت إلى نفسي باللائمة ، وقلت : لمَ لا أصرف ذلك إلى مَن هو أولى بالعفو منه ، فأتيتك. قال : صدقتِ ، لا أسألك عن ذنبه ، والقيام بحجّته ، اكتبوا لها بإطلاقه. قالت : يا أمير المؤمنين ، وأنّى لي بالرجعة ، وقد نفد زادي وكلّت راحلتي؟! فأمر لها براحلة ، وخمسة آلاف درهم. وولده يزيد ، لمّا قَدمت عليه نساء الحسين (ع) ، كان إكرامه لهنّ أنْ التفت إلى سكينة بنت الحسين (ع) ، وقال لها : كيف رأيت صنع الله بكم؟ قالت له : اقصر عن كلامك يا بن الطليق ، حرمُك وجوارك خلف السّتور ، وبنات رسول الله سبايا! ثمّ التفت إلى اُمّ كلثوم ، وقال : كيف رأيت صنع الله بأخيك الحسين ، الذي أراد أن يأخذ مُلكي ، فخيّب الله أمله وقطع رجاه؟ فقالت : يا يزيد ، لا تفرح بقتل أخي الحسين ؛ فإنّه كان مطيعاً لله ولرسوله ، ودعاه الله إليه فأجابه ؛ وأمّا أنت يا يزيد ، فاستعدَّ للمسألة جواباً ، وأنّى لك بالجواب؟!
فويلُ يزيدٍ منْ عذابِ جهنَّمِ |
|
إذا أقبلَتْ في الحشرِ فاطمةُ الطّهرُ |
ملابِسُها ثوبٌ منَ السُّمِ أخضرُ |
|
وآخرُ قانٍ منْ دمِ السِّبطِ مُحمَرُ |