الأعداء ، حتّى آل الأمر إلى يزيد بن معاوية ، وعامله عبيد الله بن زياد ، فلم يجريا على ما يوجبه الدّين الإسلامي من إكرام نساء آل الرسول (ص) ، ولا على ما تقتضيه الشيمة العربيّة حتّى قابلوا بنات رسول الله (ص) بما تقشعرّ منه الجلود ، وينفطر منه قلب كلّ مسلم. فمن ذلك ، قول عبيد الله بن زياد لزينب بنت أمير المؤمنين عليهماالسلام : الحمد لله الذي قتلكم وفضحكم وأكذب اُحدوثتكم. فقالت زينب : الحمد لله الذي أكرمنا بنبيّه محمّد (ص) ، وطهّرنا من الرجس تطهيراً ، إنّما يُفتضح الفاسق ويكذب الفاجر ، وهو غيرنا. ومن ذلك ، قول يزيد لسكينة بنت الحسين (ع) : كيف رأيت صنع الله بكم؟ قالت له : اقصر عن كلامك يا بن الطليق ، حرمُك وجوارك خلف الستور ، وبنات رسول الله سبايا! ثمّ التفت إلى اُمّ كلثوم ، وقال : كيف رأيت صنع الله بأخيك الحسين ، الذي أراد أن يأخذ مُلكي ، فخيّب الله أمله وقطع رجاه؟ فقالت : يا يزيد ، لا تفرح بقتل أخي الحسين ؛ فإنّه كان مطيعاً لله ولرسوله ، ودعاه الله إليه فأجابه ؛ وأمّا أنت يا يزيد ، فاستعدَّ للمسألة جواباً ، وأنّى لك بالجواب؟!
وأعظمُ ما يُشجي الغيورَ دخولُها |
|
إلى مجلسٍ ما بارحَ اللهوَ والخمْرا |
يُقارضُها فيهِ يزيدُ مَسبَّةً |
|
ويَصرفُ عنها وجهَهُ مُعرضاً كِبرا |