إذا لمْ أعدْ بالحلمِّ منّي عليكُمُ |
|
فمَنْ ذا الذي بعدي يُؤمَّلُ للحلمِ |
خُذِيها هَنيئاً واذكُرِي فِعلَ ماجدٍ |
|
جزاكِ على حربِ العداوةِ بالسّلمِ |
ثمّ قال : أما والله ، لو كان عليٌّ حيّاً ما أعطاك منها شيئاً. قالت : لا والله ، ولا وبرة من مال المسلمين. وحِلْم ولده يزيد ـ لعنه الله ـ على بنات رسول الله (ص) ، أنْ أمر بهنّ فحُملن إليه من كربلاء إلى الكوفة ، ومن الكوفة إلى الشام ، سبايا على أقتاب المطايا ، كأنّهنّ من سبايا الروم! وهنّ حرم رسول الله (ص) ، وأهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً. ثمّ أمر بهنّ فاُدخلن إلى مجلسه على حالة تنفجّر لها العيون ، وتتصدّع لها القلوب ، وهم مُقرَّنون في الحبال ، وزين العابدين (ع) مغلول. فلمّا وقفوا بين يديه ، وهم على تلك الحال ، قال له علي بن الحسين (ع) : «أنشدك الله يا يزيد ، ما ظنّك برسول الله (ص) لو رآنا على هذه الصفة؟». فلم يبق في القوم أحد إلاّ وبكى ، فأمر يزيد بالحبال فقُطعت ، وأمر بفكّ الغلّ عن زين العابدين (ع) :
أبناتُ النّبيِّ تُهدَى سبايا |
|
لبني الأدْعِيا تُقاسي جفاهَا |
لابنِ مرجانةَ الدَّعيِّ وطَوراً |
|
لابنِ هندٍ تُهدى بذلِّ سباهَا |