خُزِيتِ في بدرٍ وبعدَ بدرِ |
|
يابنةَ جبَّارٍ عظيمِ الكُفرِ |
فقال معاوية : عفا الله عمّا سلف يا خالة ، هاتِ حاجتك. قالت : ما لي إليك حاجة. وخرجت عنه. هذه أروى بنت الحارث بن عبد المطلب ، حرّكتها الغيرة الهاشميّة ، وهي امرأة ، فقابلت معاوية وعمراً ومروان ، بما قابلتهم به. كما حرّكت الغيرة الهاشميّة زينب بنت أمير المؤمنين عليهماالسلام ، لمّا وضع رأس أخيها الحسين (ع) بين يدي يزيد بن معاوية ، وجعل ينكثه بقضيب الخيزران ، وهو يقول :
ليتَ أشياخي ببدرٍ شَهدوا |
|
جَزعَ الخزْرجِ منْ وقْعِ الأسلْ |
لأهلّوا واسْتهلّوا فرحاً |
|
ثمّ قالوا يا يزيدُ لا تشلْ |
قدْ قتلْنا القَرمَ منْ ساداتِهمْ |
|
وعدلْناهُ ببدْرٍ فاعتَدَلْ |
لعبتْ هاشمُ بالمُلكِ فلا |
|
خبرٌ جاء ولا وحيٌ نَزلْ |
لستُ من خِندفَ إنْ لم أنتقمْ |
|
مِن بني أحمدَ ما كانَ فعلْ |
فقامت زينب بنت أمير المؤمنين عليها وعلى أبيها السّلام ، وخطبت تلك الخطبة العظيمة المشهورة ، إلى أنْ قالت في آخر خطبتها : تهتف بأشياخك ، زعمت أنّك تناديهم ، فلتردنّ وشيكاً موردهم ، ولتودّنّ أنّك شُللت وبُكمت ، ولم تكن قلتَ ما قُلتْ ، وفعلتَ ما فعلت. ثمّ قالت عليهاالسلام : اللهمّ ، خذ لنا بحقّنا ، وانتقم ممّن ظلمنا ، واحلل غضبك بمَن سفك دماءنا وقتل حماتنا. فوالله ، ما فريت إلاّ جلدك ، وما حززت إلاّ لحمك ، ولتردنّ على رسول الله (ص) بما تحمّلت من سفك دماء ذرّيّته ، وانتهكت من حرمته في عترته ولُحمته ، حيث يجمع الله شملهم ، ويأخذ لهم بحقِّهم : (وَلاَ تَحْسَبَنّ الّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبّهِمْ يُرْزَقُونَ) فقال يزيد متشمّتاً بها :
يا صيْحةً تُحمْدُ منْ صوائحِ |
|
ما أهونَ النَّوحِ على النَّوائحِ |