وقالت عائشة لمعاوية حين قتل حِجراً وأصحابه : أما والله ، لقد بلغني أنّه سيُقتل بعذراء سبعة نفر ، يغضب الله لهم وأهل السّماء. قال ابن الأثير : كان النّاس يقولون : أوّل ذلّ دخل الكوفة موت الحسن بن علي ، وقتل حِجر ، ودعوة زياد. وقيل : إنّ حِجراً لمّا قُدّم ليُقتل ، قيل له : مد عنقك. فقال : ما كنتُ لأعين الظالمين. ما أشبه ما جرى لحِجر بما جرى لهاني بن عُروة ، الذي قُتل في حبّ أهل البيت عليهمالسلام ونصرتهم ؛ فإنّه لمّا جيء به ليُقتل ، قيل له : امدد عنقك. فقال : ما أنا بها سخي ، وما أنا بمعينكم على نفسي. فضربه مولى لعبيد الله بن زياد تركي ، اسمه رشيد ، بالسّيف فلم يصنع شيئاً ، فقال له هاني : إلى الله المعاد. اللهمّ ، إلى رحمتك ورضوانك. ثمّ ضربه اُخرى فقتله.
فإنْ كُنتِ لا تدرينَ ما الموتُ فانظُري |
|
إلى هانئٍ في السّوقِ وابنِ عقيلِ |
إلى بطلٍ قدْ هشَّمَ السَّيفُ وجهَهُ |
|
وآخرَ يهوِي منْ طمارِ قتيلِ |
تَرَي جسداً قدْ غيَّرَ الموتُ لونَهُ |
|
ونضْحَ دمٍ قدْ سال كلَّ مسيلِ |
فتىً كانَ أحَيا منْ فتاةٍ حييَّةٍ |
|
وأقطعَ منْ ذي شفْرَتينِ صَقيلِ |