سمعنا رسول الله (ص) ، يقول : «ألاَ إنّ الله عزّ وجل وليِّي ، وأنا وليُّ المؤمنين ، ألاَ فمَن كنتُ مولاه ، فعليٌّ مولاه. اللهمّ ، والِ مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه ، وأحبَّ مَن أحبَّه ، وأبغض مَن أبغضه ، وأعنْ مَن أعانه». كما عن اُسد الغابة في أحوال الصحابة وغيره. ومن الصحابة الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين (ع) قرظة بن كعب الأنصاري ، كان من الرّواة ، وحارب مع أمير المؤمنين (ع) وولاّه فارس. وولدُهُ عمرو بن قرظة الأنصاري كان من أنصار الحسين (ع) الذين بالغوا في نصرته ، ولمّا كان يوم عاشوراء ، استأذن الحسين (ع) في القتال فأذن له ، فبرز وهو يقول :
قدْ عَلمَتْ كتيبَةُ الأنصارِ |
|
أنّي سأحمي حوزةَ الذُّمّارِ |
ضربَ غُلامٍ غيرِ نكسٍ شاري |
|
دونَ حُسينٍ مُهجَتي وداري |
فقاتل قتال المشتاقين إلى الجزاء ، وبالغ في خدمة سلطان السّماء حتّى قتل جمعاً كثيراً من حزب ابن زياد ، وجمع بين سداد وجهاد. وكان لا يأتي إلى الحسين (ع) سهمٌ إلاّ اتّقاه بيده ، ولا سيف إلا تلقّاه بمهجته ، فلم يكن يصل إلى الحسين (ع) سوء حتّى اُثخن بالجراح ، فالتفت إلى الحسين (ع) ، وقال : يابن رسول الله ، أوَفيت؟ قال (ع) : «نعم ، أنت أمامي في الجنّة ، فاقرأ رسول الله (ص) عنّي السّلام ، وأعلمه أنّي في الأثر». فقاتل حتّى قُتل رضوان الله عليه.
وتبادَرتْ تلْقَى الأسنَّةَ لا تَرى الْ |
|
غمرات إلاّ المائِساتِ الغيدَا |
وكأنّما قصدَ القنّا بنحورِهمْ |
|
دُرراً يُفصِّلُها الفناءُ عُقودَا |