الغداة إلاّ أتى إلى باب علي (ع) ، فوضع يده على جنبتي الباب ، ثمّ قال (ص) : «الصلاة الصلاة! إِنّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً». قال : وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عبّاس [قال] : شهدنا رسول الله (ص) تسعة أشهر ، يأتي كلّ يوم باب علي بن أبي طالب (ع) وقت كلّ صلاة ، فيقول (ص) : «السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت ، إِنّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً. الصلاة رحمكم الله». كلّ يوم خمس مرّات. وفي أصحاب الكساء ، يقول الشاعر مخاطباً أمير المؤمنين (ع) :
أنتَ ثاني ذَوي الكِساءِ ولَعمْري |
|
أفضلُ الخلقِ مَن حواهُ الكِساءُ |
قال آخر :
يُزاحمُهُ جبْريلُ تحتَ عباءةٍ |
|
لها قيلَ : كلُّ الصَّيدِ في جانبِ الفرَا |
وفيهم يقول المؤلّف :
وكانَ لهُمْ جبريلُ في الفضلِ سادِساً |
|
وهُمْ خمسةٌ مِنْ فوقِهمْ مُدَّتْ العَبا |
وفيهم يقول الآخر :
ذُرِّيَّةٌ مثلُ ماءِ المُزنِ قدْ طَهُرُوا |
|
وطُهِّروا فصفتْ أخلاقُ ذاتِهمُ |
وكفى شرفاً وفضلاً لأهل البيت عليهمالسلام نزول آية الطهارة فيهم ، شرف ما فوقه شرف ، وفضل لا يُدانيهِ فضل. فالويل ثمّ الويل لاُمّة أخّرتهم عن مقامهم! ودفعتهم عن مراتبهم التي رتَّبهم الله فيها! وظلمتهم وقتلتهم! فمضى أمير المؤمنين علي (ع) شهيداً بالسّيف في محرابه ، ومضت زوجتُه البضعة الزهراء ، سيّدة النّساء ، حزينة كئيبة مغضبة ، لَمْ تُرَ بعد وفاة أبيها ضاحكةً ولا كاشرةً :
وهيَ العُرْوةُ التي ليسَ ينجُو |
|
غيرُ مُسْتعصمٍ بحبلِ وَلاهَا |
لمْ يَرَ اللهُ الرِّسالةَ أجراً |
|
غيرَ حفظِ الزَّهراءِ في قُرباهَا |
فَمَضتْ وهيَ أعظمُ النّاسِ وجْدَاً |
|
في فمِ الدَّهرِ غصةً منْ جواهَا |
وثوَتْ لا يَرى لها النّاسُ مثوىً |
|
أيُّ قُدسٍ يضمُّهُ مثْواهَا |
ومضى ولداها الحسن والحسين عليهماالسلام ، ريحانتا رسول الله (ص) وسيّدا شباب أهل