توجد هذه الصفة في غير الأئمة الاثني عشر بالاتّفاق. ولشدّة اهتمام النّبي (ص) بأهل بيته ، وتخوّفه من أنْ لا تقوم الاُمّة بواجب حقّهم ، كرّر قوله : «اُذكّركم الله في أهل بيتي» ثلاثاً. وقال (ص) : «فانظروا بِمَ تُخلّفوني فيهما؟». أنا اُخبرك يا رسول الله بما خلّفتك الاُمّة في أهل بيتك : قتلوا وصيَّك وصهرك وابن عمّك عليّاً (ع) ، وهو في محرابه بعدما دفعوه عن حقّه ، وحاربوه وجرّعوه الغصص ، وسمّوا ولدك الحسن (ع) حتّى تقيّأ كبده في الطست ، وقتلوا ولدك الحسين (ع) أفظع قتلةٍ وأفجعها ، وسبوا ذرّيّتك وبناتك على أقتاب الجمال من بلد إلى بلد حتّى صار جلساء يزيد يطلبون منه بعض بنات النّبوّة أنْ تكون خادمة لهم ؛ وحتى قال له طغام أهل الشام لمّا استشارهم ما يصنع بأهل بيتك؟ قالوا ممّا لا يطيق اللسان النّطق به. وحُملت رؤوس أبنائك وذرّيّتك على الرماح ، وجعل ابن مرجانة وابن هند ينكتان ثغر ولدك الحسين (ع) ، الذي طالما قبّلته وشممته ، بالخيزران.
جاشَتْ على آلهِ ما ارتاحَ واحدُهُمْ |
|
منْ قهرِ أعداه حتّى ماتَ مَقْهُورا |
قضَى أخوهُ خضيبَ الرأسِ وابْنتُهُ |
|
غَضْبَى وسبطاهُ مَسْموماً ومنْحُورا |